وبدأت القصة بمقطع فيديو نشرته إحدى الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي قالت فيه إنها قامت بإجراء حجز للاحتفال بعيد ميلادها في أحد المطاعم الشهيرة بالقاهرة، ولكن حينما حضرت هي وصديقاتها فوجئت بإدارة المطعم تطلب من إحدى صديقاتها المغادرة لأن المكان لا يسمح بدخول المحجبات.
وأوضحت الفتاة أن كل سبل التفاهم مع إدارة المطعم باءت بالفشل، واضطرت للمغادرة هي وصديقاتها، بعدما عبرت عن غضبها واستيائها الشديد من “هذا التمييز”.
وأثار الفيديو الخاص بالفتاة والذي تم تداوله على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي، تعليقات غاضبة، ومطالبات بتحرك السلطات.
تحرك رسمي
أعلنت وزارة السياحة والآثار أنها تحركت لكشف حقيقة منع المحجبات من دخول إحدى المنشآت السياحية.
وقالت الوزارة:
- إشارة إلى ما تم تداوله عبر منصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بشأن قيام إحدى المنشآت السياحية بمنع دخول المحجبات من روادها، فإن اللجنة التي قامت الوزارة بتكليفها للتفتيش على هذه المنشأة تأكدت من عدم صحة ما تم تداوله من معلومات عن الواقعة.
- اللجنة لاحظت أثناء عملية التفتيش استقبال المنشأة لجميع روادها دون استثناء ووجود عدد من روادها من المحجبات يمارسون حياتهم بشكل طبيعي ويتناولون الأطعمة والمشروبات دون التعرض لأية مضايقات.
- أفادت اللجنة بوجود ثلاثة محجبات يعملون بالمنشأة مما يؤكد ترحيبها بكافة روادها سواء من العاملين أو الزائرين.
- في ضوء صدور قانون المنشآت الفندقية والسياحية الصادر بالقانون رقم 8 لسنة 2022 ولائحته التنفيذية، فإنه لا يحق لأية منشأة فندقية أو سياحية منع المحجبات من الدخول والاستمتاع والحصول على كافة الخدمات المقدمة بها.
- يجب على من يتعرض لمثل هذه التصرفات إن وجدت في أي من المنشآت الفندقية أو السياحية المرخصة من وزارة السياحة والآثار بالتقدم بشكوى للوزارة على الخط الساخن المخصص لذلك.
- في حال التأكد من ثبوت أي من الشكاوى المقدمة تقوم الوزارة على الفور باتخاذ كافة الإجراءات القانونية المقررة في هذا الشأن.
أسباب الجدل المتكرر
رئيس الإدارة المركزية للمنشآت الفندقية والمحال والأنشطة السياحية بوزارة السياحة، محمد عامر، قال في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية” إن:
- الجدل حول هذا الأمر بشأن منع المحجبات أو منع ارتداء البوركيني ببعض المنشآت السياحية متكرر ومتجدد كل عام تقريبا.
- السبب في ذلك هو استسهال نشر أي شيء على مواقع التواصل ويتم تداوله دون تحقق.
- لا نشكك في كلام أي أحد ولكن هناك قنوات رسمية وخط ساخن يتلقى جميع الشكاوى على مدار اللحظة.
- توجد رقابة صارمة ولجان مهمتها التفتيش على المنشآت السياحية والتحقق من أي شكوى.
- في حال ثبوت أي تمييز من جانب المنشآت السياحية لأي سبب قد تصل العقوبة لغلقها.
- في الواقعة المذكورة وجدنا أن المطعم أصلا يسمح للمحجبات بالحجز ومن ثم ففكرة منع المحجبات من دخوله غير منطقية طالما أنه يسمح بالحجز لهن، كما تعمل به محجبات.
- لا يوجد أي تمييز على أساس اللبس أو اللون أو الدين أو العرق داخل المنشآت السياحية بمصر.
- الشكاوى لا ترد ضد إدارات المنشآت فقط ولكن هناك شكاوى قد ترد أيضا من رواد المنشآت ضد تصرفات من رواد آخرين اعتدوا على خصوصيتهم.
- لا نبرئ إدارات المنشآت من أي تصرفات خاطئة، فهذا وارد وكذلك قد يكون بعض العاملين لديهم سوء فهم في التعليمات ولكن حين التأكد من تعمد التجاوز يكون العقاب شديدا.
تجدر الإشارة إلى أنه في سبتمبر من العام الماضي ثار جدل كبير حول منع بعض المنشآت السياحية للسيدات من ارتداء زي السباحة المعروف بالبوركيني المخصص للمحجبات في المسابح.
ولكن وزارة السياحة أكدت وقتها لموقع “سكاي نيوز عربية” أنه “لا يوجد في قانون السياحة المصري ما يمنع ارتياد المسابح بالبوركيني أو أي زي آخر، بشرط ملاءمة خامته لنشاط السباحة ومراعاة الاشتراطات الصحية”.
وسبق تلك الواقعة كذلك أن تفجرت أزمة حول منع “كافيه” سياحي لمحجبة من الجلوس فيه، وتحركت وزارة السياحة أيضا وقتها واتخذت الإجراءات اللازمة.