رد رئيس الوزراء الاسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، على زعيم ميليشيا حزب الله حسن نصر الله، الذي ألقى خطابا اليوم الجمعة، كرر فيه التهديدات الكلامية لإسرائيل وأمريكا.
وحذر نتنياهو نصر الله من ارتكاب أية حماقة قد تكلفه ثمناً باهظاً، وقال : “ماضون قدماً في هجوم عسكري مدمّر حتى يتم إطلاق سراح الرهائن، وأي خطأ سيكلفك ثمناً لا يمكنك حتى تخيله”، مستبعداً أي وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة في الوقت الحالي.
وفي خطاب تأخر كثيرا منذ عملية “طوفان الأقصى” بحسب مراقبين، زعم نصر الله أن ميليشياته دخلت الحرب إلى جانب حماس منذ اليوم الثاني، في إشارة للمناوشات الجارية جنوب لبنان، ووصف إسرائيل بأنها أوهن من بيت العنكبوت وأن حزبه لا يخاف منها ولا من أمريكا.
ولكن حسن نصر الله، أكد أن عملية طوفان الأقصى سرية وفلسطينية مئة بالمئة وجرت دون علمه، مدعيا أن ما أطلق عليها المقاومة الإسلامية (ميليشيات إيران في سوريا والعراق ولبنان) يدعمون المقاومة علناً في فلسطين ولكن هناك فصل ساحات ولا تمارس إيران وصاية على ما أسماها حركات المقاومة، وأن عملية طوفان الأقصى تثبت ذلك.
#نتنياهو ردا على #نصرالله: أي خطأ سيكلفك ثمنا لا يمكنك حتى تخيله
— Al Joumhouria (@aljoumhouria) November 3, 2023
ماهر شرف الدين: خطاب نصر الله هو خطاب تنصّل
في سياق آخر، اعتبر الكاتب والصحفي السوري “ماهر شرف الدين” في منشور على صفحته في فيسبوك، أن “خطاب نصر الله هو خطاب تنصّل، لقد قال إن الفصائل الفلسطينية لم يخبروا أحداً بالعملية…لم يخبرونا… هو خطاب تبرئة لنظام الملالي أيضاً.. عندما قال بأن القرار بيد الفصائل… هو خطاب تسويق وتبهير لمعركة ذات العواميد، وأخيراً خازوق لكل من تأمّل خيراً بهؤلاء”، مشيراً إلى أن الخطاب ككل هو مجرد “سطل ماءٍ بارد” على وجوه المُضلَّلين المخدوعين.
حفظ لماء الوجه
كما اعتبر الصحفي والباحث السوري “مصطفى النعيمي” في منشور على صفحته الشخصية، أن نصر الله، لعب على عامل العاطفة، بحيث يظهر مجموعة من الانتصارات الوهمية أمام حاضنته وذلك لتعزيز موقفهم الشعبي دون تحقيق أي انتصار ميداني كما يزعم، خطابه كان مليئاً بالشروط مع أنه لا يملك زمام القرار بخصوص حرب أو سلم، ولكنه استخدم هذا الأسلوب من أجل أن يظهر وكأنه يصدر الأوامر لمن هم في غزة، مع العلم أن الجبهة اللبنانية أقرب إليه من غزة”.
وأضاف: “لقد لعب نصر الله على عامل التجييش ضد الإسرائيليين وفق منطلقات وتعليمات ملالي طهران وذلك لاستثمارها إيرانياً، كما إنه يدرك بأنه في حال توسيع نطاق الاشتباك وخاصة في الجبهة الجنوبية من لبنان، فسيكون هو الهدف الأمريكي القادم، وربما قد يؤدي ذلك لإنهاء تموضع ميليشيا حزب الله اللبناني في جنوب لبنان في المرحلة الأولى، ومن ثم تنتقل إلى الجبهات الأخرى، وأبرز تلك الجبهات العراق وسوريا”.
وكانت إسرائيل قد أرسلت تهديدات عبر الخارجية الفرنسية، بضرب حزب الله والقضاء عليه ومن ثم التوجه لاستهداف بشار الأسد وقتله في دمشق، في حال شنّ ميليشيا حزب الله أي هجوم على إسرائيل، الأمر الذي جعل حزب الله ومن خلفه إيران للقول بأن “حرب غزة هي بيد الفصائل الفلسطينية، وأن الفصائل لم تخبرهم بنيتها شنّ هجوم على غلاف غزة”.