أكد الصحفي محمد خيري وجود رقابة عسكرية إسرائيلية مشددة على كافة المعلومات المتعلقة بالمعسكرات والمباني والمواقع العسكرية لسلطات الاحتلال، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية لا تستطيع تناول أي أخبار أو الاقتراب من هذه المواقع دون الرجوع إلى الجهات العسكرية المختصة.
وأضاف خيري -خلال مداخلة للجزيرة- أن الجيش الإسرائيلي لا يتحدث عن تفاصيل المواقع العسكرية التي يتم استهدافها إلا بعد مرور أيام على الهجمات، وفي كثير من الأحيان تنقل وسائل الإعلام الإسرائيلية معلومات عن هذه الاستهدافات نقلاً عن مصادر أجنبية.
وأشار إلى أن بيانات الجيش الإسرائيلي تتحدث عن سقوط صواريخ في “مناطق مفتوحة” دون تحديد أماكنها بدقة، في إطار الرقابة العسكرية المفروضة على المعلومات المتعلقة بالمنشآت والأهداف الخاصة بالجيش، سواء تلك التي يتم استهدافها من قبل حزب الله أو غيره من الفصائل الفلسطينية وغيرها بالشمال والجنوب.
وفي سياق متصل، أفاد مراسل الجزيرة بأن البيان الأخير الصادر عن جيش الاحتلال بشأن الهجمات الصاروخية التي شنها حزب الله على شمال إسرائيل يبدو غير مطمئن للكثير من الإسرائيليين، على الرغم من دعمهم لاستمرار التصعيد العسكري في الأراضي اللبنانية.
وأوضح أن البيان يشير إلى أن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية استطاعت اعتراض بعض الصواريخ الـ35 التي أطلقت من لبنان، لكنها فشلت في اعتراض عدد آخر منها، مما أدى لسقوطها بمناطق مختلفة وإصابة 5 أشخاص بالقرب من مفرق الجولان بمنطقة الجليل الأسفل، إضافة إلى إصابة أحد المنازل بشكل مباشر في الجليل الأعلى.
قطع الإسناد
ولفت الصحفي إلى أن سكان شمال إسرائيل كانوا يأملون أن تتمكن المنظومة الدفاعية من اعتراض كافة الصواريخ، لكن يبدو أن عدداً ممن لجؤوا إلى الملاجئ يعتقدون أنهم أمام تهديد حقيقي بسبب استمرار إطلاق الصواريخ.
وأشار إلى أن الجيش يجري تحقيقاً في صفارات الإنذار التي دوت في بلدات الشمال، حيث لم يتم حتى الآن تحديد عدد الصواريخ ولا طبيعة الهجمات بدقة.
وفي السياق، نقل خيري عن مسؤول إسرائيلي ترأس اجتماعاً طارئاً تقرر فيه تصعيد حدة العمليات ضد منشآت وأهداف حزب الله جنوب لبنان، مشيراً إلى تضاعف عدد الأهداف المحددة إلى 380 هدفاً.
وذكر بأن الهدف الأساسي لجيش الاحتلال هو قطع الإسناد الذي يقدمه حزب الله لقطاع غزة، لكنه أشار إلى أن الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد على الحدود الشمالية كلفت إسرائيل ثمناً باهظاً، وأن الحكومة تسعى لإيقاف هذه الحرب المستنزفة من أجل التفرغ لمواجهة غزة، لكن هناك شكوكاً حول قدرتها على تحقيق أهدافها، حتى لو أدى ذلك إلى تصعيد واسع.