15/10/2024–|آخر تحديث: 15/10/202406:46 م (بتوقيت مكة المكرمة)
نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” تقريرا لكبير مراسليها ومحلليها لشؤون الشرق الأوسط، ستيف ج. فرانتزمان، تناول فيه بالتفصيل أنواع الطائرات المسيرة الفتاكة التي يستخدمها حزب الله اللبناني في حربه ضد إسرائيل.
ولعل اهتمام الصحيفة بهذا الموضوع جاء عقب أعنف هجوم منذ عام كامل بهذا النوع من الطائرات يشنه حزب الله على مطعم داخل قاعدة عسكرية في بنيامينا جنوب حيفا، مما أسفر عن مقتل 4 جنود إسرائيليين وإصابة 7 بجروح خطيرة وعشرات آخرين بإصابات متفاوتة.
وأفاد المراسل بأن الهجمات ضد إسرائيل بالمسيرات باتت، في الأشهر الأخيرة، أشد فتكا وخطورة. فعلى سبيل المثال، استهدفت مسيّرة أطلقتها الحوثيون من اليمن في يوليو/تموز، تل أبيب ثانية أكبر مدينة إسرائيلية.
وفي أوائل أكتوبر/تشرين الأول الجاري، استهدفت مسيرة مرتفعات الجولان المحتلة، مما أدى إلى مقتل جنديين وجرح 27 آخرين. كما أطلق حزب الله طائرتين مماثلتين على مدينة هرتسيليا خلال عيد الغفران، “وأصابت إحداهما مبنى”.
فما الذي نعرفه عن أنواع المسيّرات التي يستخدمها حزب الله وقوى المقاومة الأخرى في هجماتهم؟ يتساءل فرانتزمان. وفيما يلي نستعرض موجزا لإجابته عن السؤال الذي طرحه وأورده في تقريره:
مسيّرات المراقبة
نشر حزب الله أنواعا مختلفة من الطائرات بدون طيار لإجراء عمليات المراقبة. ولأن أقصى مدى لهذه الطائرات غير معروف، فمن المرجح أن الحزب يستخدم مسيرات تجارية رباعية المروحيات، بالإضافة إلى مسيرات أخرى صغيرة قادرة على التصوير بالفيديو وجمع المعلومات الاستخباراتية. وقد استخدمت هذه الطائرات للتحليق فوق القواعد العسكرية الإسرائيلية في الجليل وهضبة الجولان.
مسيّرات كاميكازي
إن مفهوم استخدام المسيّرات كسلاح انتحاري “كاميكازي” جديد نسبيا. وقد استخدمتها إيران وحزب الله في البداية، للمراقبة، قبل أن تعملا على تحويلها إلى سلاح على غرار صاروخ كروز.
ويطلق على هذه الأنواع من الطائرات اسم “الذخائر المتسكعة”، وذلك لأنها “ذخائر” يمكنها التحليق و”التسكع” فوق هدف ما، على عكس صواريخ كروز.
ولكن فرانتزمان يشير إلى أنه ليس بالضرورة أن تمتلك طائرات حزب الله كل هذه القدرات، ومن غير المرجح أن تكون مسيراته قادرة على التحليق في دوائر و”التسكع” لأنه من غير المحتمل أن يكون هناك شخص يوجهها. ويعتقد أن طائرات الحزب اللبناني مبرمجة مسبقا بمسار طيران ووجهة محددة.
وقد حصل الحوثيون والفصائل العراقية على أنواع مختلفة من هذه المسيرات الهجومية أحادية الاتجاه.
مرصاد-1 ومرصاد-2
تعتمد عائلة مرصاد من الطائرات المسيرة على أنواع الطائرات بدون طيار الإيرانية المسماة أبابيل ومهاجر. وتعد طائرتا أبابيل ومهاجر جزءا من عائلات أكبر من الطائرات الإيرانية المسيّرة. وقد حصل حزب الله على هذه الأنواع من الطائرات منذ عقود، ثم عمل على تحسينها لاستخدامه الخاص.
ويمكن لمرصاد أن تحمل ما يصل إلى 40 كيلوغراما من الذخائر، ويصل مداها إلى حوالي 120 كيلومترا. ويستند نوع “مرصاد-1” إلى الطائرات من طراز “أبابيل-تي” التي طورتها إيران. أما “مرصاد-2″، التي استخدمها حزب الله، فتبدو أشبه بطائرة صغيرة ذات ذيل مزدوج، وهي مصممة على غرار الطائرة الإيرانية المسيرة من طراز “مهاجر-4”.
أبابيل
مرّت مسيرات أبابيل بالعديد من التغييرات والتحسينات التي أدخلها عليها الإيرانيون. ويبلغ طول إحدى هذه الطائرات 6 أمتار مع أجنحة أطول في الخلف وأجنحة أقصر في الأمام ومروحة في نهاية جسم الطائرة، ويتم إطلاقها من الجزء الخلفي من شاحنة.
ويبدو أن مسيرة “مرصاد” التابعة لحزب الله وكذلك طائرة “قاصف” الحوثية المسيرة كلاهما نسخ من طراز “أبابيل-تي”.
شاهد
تُعد “شاهد-136” الطراز الرئيسي الذي تصدره إيران من طائرة “كاميكازي”، التي تزن حوالي 200 كيلوغرام. ويبلغ طول جناحيها 2.5 متر وطولها حوالي 3.5 مترات.
وقد أصبح هذا الطراز “العمود الفقري” أو السلاح القوي الذي تمتلكه إيران وحلفاؤها “لنشر الرعب”، حسب تعبير فرانتزمان.
ويمكن نقل طائرة “شاهد” في حاوية شحن ويسهل إطلاقها، وهي ذات تصميم مشابه للطائرة الكبيرة على شكل جناح دلتا ومزودة بمحرك في الخلف ورأس حربي في المقدمة. وتتميز بتصميمها البسيط نسبيا وسهولة نقلها، مما يجعلها مثالية لجماعات مثل حزب الله.
كرار وأنواع أخرى
وفقا لتقارير مركز “ألما” الإسرائيلي للأبحاث، من المرجح أن يكون حزب الله قد حصل على مسيرات أخرى كجزء من ترسانته التي تضم ألفي مسيرة.
ويرجح المركز أن حزب الله يمتلك نماذج إضافية متطورة مثل مهاجر وشاهد وصامد، “كيه إيه إس- 04” (KAS-04)، وكرار وصاعقة.
وأوردت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن “كرار مسيرة إيرانية الصنع” تستند إلى تقنية طائرة “سترايكر” الأميركية المسيرة التي تعمل بالطاقة النفاثة، وتجمع بين قدرات الهجوم الانتحاري، وإلقاء القنابل، وحتى إطلاق صواريخ (جو-جو) ضد الطائرات، وهي ذات مدى طويل نسبيا.
ويمتلك حزب الله على الأرجح أيضا -بحسب شبكة (سي إن إن) الأميركية- مسيرة يبلغ مداها 200 كيلومتر، ذات مظهر غريب، وتتكون بشكل أساسي من جناح واحد كبير يبلغ طوله عدة أمتار مع جسم طائرة قصير.
ولحزب الله مسيرة أخرى من طراز “شاهد-129” التي قد يصل مداها إلى ألفي كيلومتر. وفي الأصل، تُعد هذه الطائرة، التي طورها الإيرانيون، نسخة من الطائرة الإسرائيلية (هيرميس 450)، وهي العمود الفقري لأسطول المسيرات الإسرائيلية.