في الدورة العاشرة من جائزة المصمّم الناشئ في منطقة الشرق الأوسط، تعلن فان كليف أند آربلز، دار المجوهرات الراقية، بالشراكة مع تشكيل، عن اسم الفائزة: هاجر الطنيجي.
التزاماً منها بتنمية المواهب في الإمارات العربية المتحدة، وفي المملكة العربية السعودية، والبحرين، وعُمان، وقطر والكويت، تسعى جائزة فان كليف أند آربلز للمصمّم الناشئ في الشرق الأوسط، بالشراكة مع تشكيل، إلى تشجيع المصمّمين ودعمهم من أجل تحويل أفكارهم إلى واقع. في كلّ عام، يتمّ دعوة المصممين الناشئين لتقديم مقترحات للمنتجات الوظيفية التي تجسّد موضوعاً معيناً، والذي يمكن تفسيره من خلال المواد والأشكال والوظائف والتقنيات. ويتمّ تشجيع المصممين بشدّة على استخدام الأساليب المبتكرة باستخدام المواد المستمدّة من مصادر محلية. ويكون من نصيب المصمّم صاحب المنتج الفائز رحلة مدتها خمسة أيام إلى باريس لحضور دورات في ليكول، مدرسة فنون صياغة
المجوهرات، وهي المعهد الذي أسّسته فان كليف أند آربلز لتتشارك مع الجماهير الثقافة والمعرفة الخاصتين بعالم المجوهرات.
وتمثّل الذكرى العاشرة لتأسيس جائزة المصمّم الناشئ من فان كليف أند آربلز علامةً بارزةً في سياق الاحتفال بالمواهب الإقليمية ورعايتها. ومع استمرار مشاركة فان كليف أند آربلز، تطوّرت هذه الشراكة مع تشكيل لتصبح عبارةً عن منصة مرموقة للمصمّمين الناشئين من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين وعمان وقطر والكويت، لتشجيعهم على بثّ الحياة في رؤاهم الإبداعية. يؤكد هذا التعاون الذي دام عقداً من الزمان على الالتزام المشترك بالابتكار والتراث الثقافي، مما يعزز جيلاً جديداً من المصمّمين الذين يجسّدون هذه القيم. ومن خلال توفير الوصول إلى الخبرة العالمية ودعم المواهب المحلية، لا تعمل فان كليف أند آربلز وتشكيل على تعزيز مشهد التصميم في المنطقة فحسب، بل تساهم أيضاً في حوار أوسع حول الإبداعية والحرفية.
أما موضوع الجائزة لهذا العام فيحمل عنوان رياح ملهمة. فــي علــم الأدب، تبّشّــر الرياح بتغييــر قــادم، وغالبــاً مــا تمّكّننــا مــن الشـروع فـي رحلات النمـو والتجديـد. تختلـف الريـاح بسِـماتها، فقـد تكــون نســائم ناعمــة ســاحرة أو زوابــع وأعاصيــر عاتيــة، كمــا تحمــل صــدى خاصـاً فــي الصحــراء، إذ تختلــف أســماؤها بلغــات ولهجـات وتحمـل مصطلحـات عديـدة لحركاتهـا التـي لا تعـدّ ولا تحصـى عبـر البحـر والرمـال، كالنسـيم، والرمتـان، والخمسـين، والســموم، والشــمال، لتشــكل هــذه التيــارات الهوائيــة جــزءاً مــن التــراث الثقافــي للمجتمعــات التــي تضــرب بجذورهــا الأمــواج كمــا الكثبــان الرمليــة.
جمعت الدورة الجديدة من جائزة المصمّم الناشئ من فان كليف أند آربلز عدداً من أهمّ خبراء التصميم المعروفين في لجنة التحكيم الخاصة بالجائزة، وهم:
- عبد الله الملاّ: وهو مصمّم إماراتي شهير وخرّيج برنامج تشكيل، صنع اسماً لنفسه من خلال عمله ذي الطابع الثقافي، في حقل الديكورات الداخلية، والهندسة المعمارية، والأشياء، والتركيبات. تجمع أعماله بين النظرة إلى العالم المعاصر والمهن اليدوية المحلية، والدراية الحرفية.
- ألين أسمر دامان: وهي مصمّمة لبنانية مقيمة في باريس، أخصائية معروفة عالمياً في مجال الديكورات الداخلية والمشاريع الفاخرة من قبيل فندق أوتيل دو كريون في باريس. في العام 2022، استلمت التصاميم الخاصة بجناح لبنان في معرض بينالي البندقية. حلّت ألين ضيفة شرف ورئيسة للجنة التحكيم في المهرجان السابع للهندسة المعمارية الداخلية في فيلا نواي، معرض التصميم في تولون 2023.
- رنا بيروتي: مقيمة في عمّان، شاركت بيروتي في تأسيس وإدارة أسبوع عمّان للتصميم، وهي تعمل بشكلٍ وثيق مع فنّانين ومصمّمين ومؤدّين ناشئين وراسخين. ويضمّ معرضها الحالي بينالي دوحة التصميم، التصميم العربي الآن، أعمالاً لأكثر من 74 مبدعاً إقليمياً.
- شيخة السليطي: من الأسماء الأكثر نفوذاً في عالم التصميم في قطر، تتولّى المصمّمة الفائزة بجائزة أركيتكتشر دايجست AD100، قسم التصميم الداخلي في شركة مشيرب العقارية، وتشرف على حي الدوحة للتصميم. وقد قُدّمت أعمالها في صالات معارض معروفة مثل معرض روسانا أورلاندي في ميلانو.
- طالب شودري: هو رئيس المحتوى التحريري لمجلة أركيتكتشر دايجست الشرق الأوسط منذ سبتمبر 2017. ومنذ انتقاله إلى دبي، رسّخ مركز المجلة كمرجع رائد لعالم التصميم في المنطقة، وطوّر العلامة التجارية عبر منصات 360، بما في ذلك الرقمية والاجتماعية والتجريبية.
وقد وقع اختيار هؤلاء الخبراء، إلى جانب ممثلي فان كليف أند آربلز وتشكيل، على هاجر الطنيجي للفوز بجائزة الدورة العاشرة. بالإضافة إلى ذلك، ونظراً للعدد الكبير بشكل استثنائي من الطلبات، اختارت لجنة التحكيم لميس يحيى وخالد آل كثير ليحلاّ في المركزين الثاني والثالث، مما عزّز التزام المبادرة تجاه المجتمع المحلّي وتقديم الدعم ليس لمصمّم واحد بل ثلاثة مصمّمين موهوبين.
التصاميم الفائزة:
السفينة الورقية الشراعية لهاجر الطنيجي
الرياح هي شريان الحياة للإبحار، وعلى مدى قرون، اعتمد الغواصون الباحثون عن اللؤلؤ على اليد غير المرئية للرياح من أجل إرشادهم نحو مكافأتهم الثمينة، مما ساعدهم في كسب لقمة عيشهم. في الإمارات العربية المتحدة، تاريخ طويل من الإبحار في سفن الدهو الشراعية. وتعود هذه الرياضة التراثية إلى وقت كانت تُستخدم فيه تلك السفن من أجل الغوص بحثاً عن اللآلئ وصيد الأسماك ونقل البضائع. ومن خلال تصميم السفينة الشراعية، ترتبط الثقافة بروح الرياح وتعمل كرمز للإيجابية والإمكانات.
وفي هذا السياق، قال كرم حور، مدير التسويق والاتصال في مركز تشكيل: “في دورتها العاشرة، أصبحت لجائزة المصمّم الناشئ في منطقة الشرق الأوسط سمعة رائعة في تحديد ورعاية المواهب الصاعدة التي تستعد للعب دور بارز في مشهد التصميم الديناميكي في المنطقة. وهذه السنة، أبهرتنا جودة الطلبات المقدمة ومدى إبداعيتها. وبعد جولات من المداولات والمناقشات، وقع اختيار لجنة التحكيم على هاجر الطنيجي لتصميمها الجميل الذي يمزج بعناية بين تقاليد المنطقة والعناصر الطبيعية التي تلهم عملها. يسعدنا أن نرى كيف سيستمر هؤلاء المصممون في المساهمة في تطور التصميم في المنطقة”.
منضدة “يحملها النسيم”من توقيع لميس يحيى
نُحتت منضدة “يحملها النسيم” انطلاقاً من الجوهر الهامس للمناظر الطبيعية التي تنحتها الرياح، وهي تجسّد الجمال الأزلي للمسات الرقيقة التي تتركها عملية التآكل. تتميز هذه التحفة الفنية المبسّطة بحواف ذات منحنيات ناعمة وأسطح ذات ملمس متعرّج تستعيد الأنماط المعقّدة للرمال، وهي بمثابة دعوة إلى السكينة والارتباط بالأرض. كلّ قطعة منحوتة من الخشب المستصلح، ما يضمن تصميماً متناغماً وطبيعياً.
ثريا “لا بداية” لخالد آل كثير
تنقل الثريا “لا بداية” المستوحاة من مفهوم استخدام الرياح لصنع منحوتاتٍ بمواد ناعمة ومرنة إحساساً بالحركة والحياة المستمرّة مع العالم الطبيعي. يصور التصميم المنحوت يدوياً تأثير الرياح على تشكيل الحجر – المصنوع من الفلين والرمل المعاد تدويره – الذي تشير نغماته الأرضية الفريدة إلى أنه استُخرج من الجبال المحيطة. في النهاية، يمكن استشفاف شعور بالحرية من خلال هذا التصميم العضوي، مما يسمح للمرء بتقدير الجمال العشوائي الموجود في الطبيعة.
ويشرح أليساندرو مافي، نائب الرئيس الأول لفان كليف أند آربلز في منطقة الشرق الأوسط والهند بقوله: “يشرّفنا أن نحتفل بالذكرى العاشرة على إطلاق جائزة المصمّم الناشئ في الشرق الأوسط، بالتعاون مع تشكيل. إنّ هذه المحطة الثقافية المتمحورة حول المجتمع المحلّي تعبّر اليوم عمق التزامنا بدعم الرؤية الإبداعية والمواهب التي تزدهر في هذه المنطقة. إننا في دار فان كليف أند آربلز، نؤمن بقوة التعاون وأهمية تعزيز بيئة يمكن أن يزهر فيها الابتكار والحرفية. وقد أظهر موضوع هذا العام بعنوان رياح ملهمة على نحو جميل القدرة غير العادية للمصممين الإقليميين على تفسير جوهر تراثهم. نحن فخورون بالإعلان عن فوز هاجر الطنيجي وجميع المشاركين الذين أظهروا مهارة وإبداعاً استثنائيين في عملهم”.