في ظل الانتشار الواسع لعمليات الاحتيال المتعلقة بالوظائف عبر الإنترنت، أصبح من الضروري أن يتوخى الباحثون عن عمل الحذر عند التعامل مع عروض التوظيف التي تبدو مغرية بشكل مبالغ فيه.
في السنوات الأخيرة، انتشرت بكثرة الحسابات التي تقدم للناس خبرات مجانية في ريادة الأعمال، بدءًا من إسداء النصائح حول إيجاد فرصة عمل ملائمة، إلى كيفية جني مليارات الدولارات وصنع تجارب فريدة.
ومع أن هذا النموذج الذي ابتدعته أمريكا قبل عشرات السنين لإقناع الشباب بأنهم يستطيعون جني الثروات بسهولة وبخطوات ثابتة ليس جديدًا، فإن مواقع التواصل الاجتماعي عززت من ظهوره وأدى إلى تعرض العديد لحملات الاحتيال.
يشير مركز موارد سرقة الهوية، وهو منظمة غير ربحية تساعد المستهلكين عند تعرض هويتهم للاختراق، إلى أن عمليات الاحتيال المتعلقة بالوظائف زادت بشكل كبير، حيث يتوجه معظم العاطلين عن العمل إلى الفضاء الرقمي لإيجاد وظائف تتوافق مع تطلعاتهم. ونظرًا لطبيعة العالم الافتراضي، فإنهم غالبًا ما يتعرضون لعمليات احتيال من قبل أشخاص يبتدعون شركات وهمية للحصول على أموال الناس أو معلوماتهم الشخصية.
من جهتها، تنقل وكالة “أسوشيتد برس” قصة تحسين إسلام، وهي سيدة تبلغ من العمر 28 عامًا، ظلت فترة طويلة تبحث عن وظيفة قبل أن تتلقى عرضًا خداعًا من شركة تبدو “معروفة في مجال التسويق”. وقد جرت عملية الاحتيال بدقة لإيهامها بأن الأمور تسير على نحو طبيعي، فقد كانت تتنقل كأي متقدم على وظيفة من نموذج إلى آخر ومقابلات عدة، إلى أن وصلت إسلام مع الشركة إلى اتفاق. أرسلت لها الشركة شيكًا وطلبت منها في المقابل إرسال ألف دولار أمريكي لتغطية تكاليف شحن المعدات التي تحتاجها للعمل، وهو ما قامت به.
بعد بضعة أيام، أُبلغت إسلام بأن الشيك قد ارتد، ولأن الأمر بدا وكأنها تتعاون مع المحتالين، قرر البنك إنهاء جميع العلاقات المصرفية معها. وهنا اكتشفت أن الوظيفة كانت عملية احتيال، وقد أدلت بمعلومات شخصية عنها لمحتالين.
تعرف على كيفية عمل عمليات احتيال الوظائف
1- انتبه للعرض
تُعتبر عمليات احتيال الوظائف نوعًا من الاحتيال أو انتحال الشخصية، إذ غالبًا ما يميل المحتالون إلى استخدام اسم موظف من شركة كبيرة وصياغة إعلان عن وظيفة “لا تُفوّت” تحوي جميع المواصفات التي يحلم بها أي شخص. لذلك، إذا صادفت عرضًا مثاليًا وجذابًا لدرجة أنه “غير منطقي”، فاعلم أن هناك احتمالًا لتعرضك لعملية احتيال.
وغالبًا ما تتسم العروض الخادعة بالرواتب المرتفعة مقابل أعمال ذات مهارات منخفضة، ويخبرونك بأنها وظيفة عن بعد.
2- لا تُعطِ معلومات شخصية غير ضرورية
غالبًا ما يتواصل المحتالون مباشرة مع الباحثين عن عمل عبر الرسائل المباشرة أو النصوص. إذا كان المحتالون يسعون لسرقة معلوماتك الشخصية، فقد يطلبون منك ملء عدة نماذج تتضمن معلومات مثل رقم الضمان الاجتماعي وتفاصيل رخصة القيادة. هنا تجدر الإشارة إلى أن المعلومات الوحيدة التي يجب على صاحب العمل الشرعي أن يطلبها في بداية العملية هي مهاراتك وخبرتك العملية ومعلومات الاتصال الخاصة بك، فقط لا غير.
3- ابحث عن الشركة
إذا تواصل معك شخص ما، تحقق من هويته قبل الرد على رسالته. لا ترد على الرسالة على الفور، وتحقق من وجود الشركة على الإنترنت وإذا ما كان هناك بالفعل وظائف شاغرة. تحقق أيضًا من اسم المسؤول الذي تواصل معك وتأكد مما إذا كان لديه حساب موثق على وسائل التواصل الاجتماعي.
4- لا تنقر على الروابط
إذا تلقيت رسالة من شركة، من الأفضل عدم الرد إلا إذا كنت تعرف أن المصدر موثوق. تجنب النقر على أي روابط أُرسلت إليك، سواء للتقدم لوظيفة أو لملء استبيان.
5- لا تُودِع الشيكات
من التكتيكات الشائعة للمحتالين أن يرسلوا مكافأة توقيع مزيفة ثم يطلبون منك إرسال بعض الأموال مرة أخرى لتغطية النفقات. لذا إذا سحبت أموالًا من حسابك وأرسلتها إلى الحساب المزيف، ستأتي الأموال من حسابك المصرفي وسيكون من المستحيل استردادها.
6- كن انتقائيًا بشأن فرص العمل التي تثق بها
عند البحث عن وظائف عبر منصات مثل لينكدإن وإنديد، يوصي الخبراء بأن يكون الباحث عن العمل حذرًا للغاية بشأن فرص العمل والمجندين الذين يثق بهم. على الرغم من أن هذه المنصات موثوقة والعديد من إعلانات الوظائف الخاصة بها حقيقية، إلا أن الشركات لا يمكنها التحقق من كل فرصة عمل منشورة، وهذا يخلق فرصة للمحتالين لنشر قوائم وظائف مزيفة وخداع الناس.