نزاع قضائي يتحد فيه المدعي من المدعى عليه، بحيث رفعت كل واحدة من الشركتين دعوى قضائية ضد الأخرى.. والسبب: الاختلاف حول مسألتين؛ إحداهما: دعم الفلسطينيين ضد الحرب على غزة؛ والأخرى: تتعلق بالتوقف عن بيع منتجات المثلجات في إسرائيل والضفة الغربية.
قالت شركة المثلجات التي تسمى “بن آند جيري” إنها رفعت دعوى قضائية يوم الأربعاء على الشركة الأم “يونيليفر”، تتهمها فيها بمنعها من التعبير عن موقفها في دعم اللاجئين الفلسطينيين.
كما أشارت الدعوى إلى أن يونيلفز هددت بن آند جيري بحل مجلس إدارتها ومقاضاة أعضاء المجلس، لهذا السبب. حسبما أوردت وكالة رويترز للأنباء.
وتقول شركة بن آند جيري في الدعوى الجديدة إن شركة يونيليفر انتهكت شروط التسوية لعام 2022، وهي شروط لم تظهر للعلن. وعلاوة على ذلك، أشارت الدعوى القضائية الجديدة إلى أن على يونيليفر أن “تحترم وتعترف بمسؤولية مجلس إدارة بن آند جيري المستقل بخصوص المهمة الاجتماعية لشركة بن آند جيري”.
وجاء في الدعوى “حاولت شركة بن آند جيري أربع مرات أن تتحدث علناً لدعم السلام وحقوق الإنسان”، وأن “شركة يونيليفر أسكتت كل هذه الجهود”.
وقالت شركة بن آند جيري في الدعوى القضائية إنها حاولت أن تدعو إلى وقف إطلاق النار، وتدعم المرور الآمن للاجئين الفلسطينيين إلى بريطانيا، وتدعم الطلاب المحتجين في الكليات الأمريكية ضد القتلى المدنيين في غزة، وتطالب بوقف المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، ولكن يونيليفر منعتها من ذلك.
لماذا تم التركيز على هذا النوع من المسؤوليات؟
لأن بن آند جيري عندما أسسها بن كوهين وجيري غرينفيلد -في محطة وقود تم تجديدها عام 1978- قررت أن تكون شركة ذات وعي مجتمعي، وحافظت على هذه المهمة بعد أن استحوذت عليها “يونيليفر” عام 2000.
ماذا حصل سابقا؟
تمثل هذه التطورات تصعيدا جديدا، بعد أن وقع خلاف بين الشركتين عام 2021. فحينئذ، قالت الشركة الصغرى إنها ستحجم عن بيع منتجاتها في الضفة الغربية لأن ذلك يتعارض مع قيمها، وهي خطوة دفعت بعض المستثمرين لأن يتخلصوا من أسهم شركة يونيليفر لتصنيع المنتجات الاستهلاكية.
رغم ذلك، باعت يونيلفر منتجات بن آند جيري في الضفة الغربية وإسرائيل. ولذلك رفعت شركة صناعة الآيس كريم دعوى قضائية ضد الشركة الأم، وتمت تسوية هذه الدعوى في عام 2022.
ما المشكلة بالنسبة ليونيلفر؟
أشارت شركة بن آند جيري إلى تصريحات بيتر تير كولفي وهو رئيس قسم المثلجات عندما قال إنه يشعر بالقلق إزاء “استمرار تصور معاداة السامية” فيما يتعلق بشركة البوظة التي تعبر عن آرائها بشأن اللاجئين في غزة، وفقاً للدعوى القضائية.
كما أشارت الدعوى إلى أنه طُلب من شركة يونيليفر بموجب اتفاقية التسوية تقديم 5 ملايين دولار كمدفوعات إلى شركة بن آند جيري، لكي تقدم العلامة التجارية تبرعات لمجموعات حقوق الإنسان التي تختارها.
وورد أيضا أن شركة البوظة اختارت منظمة “صوت اليهود من أجل السلام” ذات الميول اليسارية، وفرع منطقة خليج سان فرانسيسكو لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية بالإضافة إلى جهات آخرى.
لكن الشركة الأم اعترضت قائلة إن المنظمة “كانت شديدة الانتقاد للحكومة الإسرائيلية”، وفقًا للدعوى.
وقالت شركة يونيليفر في آذار/مارس إنها ستفصل أعمالها في مجال المثلجات -الأمر الذي يشمل بن آند جيري-، بحلول نهاية عام 2025 القادم.
يذكر أن شركة يونيلفر بريطانية، وأن بن آند جيري مقرها في الولايات المتحدة وتحديدا في فيرمونت.