“الظهيرة” على سكاي نيوز عربية، ناقشت مع نضال كناعنه، محرر الشؤون الإسرائيلية في سكاي نيوز عربية، ورضوان عقيل، الكاتب والباحث السياسي، آخر تطورات هذا الملف الحساس.
التقدم في المحادثات بين هوكستين ولبنان
أكد كناعنة في حديثه أن هوكستين أكد خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان أنه تم التوصل إلى تقدم في المفاوضات.
وقال كناعنة إن الاجتماعات بين هوكستين والفريق اللبناني كانت بناءة، مع تأكيدات من هوكستين بأن المفاوضات حول اتفاق وقف إطلاق النار أصبحت في “مرحلة حاسمة”.
وأضاف أن بعض التفاصيل التقنية لا تزال بحاجة للمراجعة قبل التوجه إلى المرحلة النهائية التي تشمل اللقاءات مع الجانب الإسرائيلي.
العقبات أمام اتفاق نهائي
أحد أكبر التحديات التي تواجه المفاوضات هو دور اللجنة الدولية التي ستراقب تنفيذ قرار 1701، حيث أشار الدكتور رضوان عقيل إلى أن الجانب اللبناني يرفض بشكل قاطع تضمين تمثيل لحزب الله في اللجنة.
وأضاف أن أي اتفاق لا بد أن يحترم سيادة لبنان كاملة دون تدخل أطراف أخرى قد تؤثر على الأمن الداخلي اللبناني.
من جهة أخرى، تم التأكيد على أن حزب الله قد لا يكون جزءاً مباشراً من هذه المفاوضات، ولكن يظل له دور رئيسي في التفاعل مع الاتفاق في حال تم التوصل إليه.
الضغط الإسرائيلي
وفيما يتعلق بالجانب الإسرائيلي، قال كناعنة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى جاداً إلى التوصل إلى اتفاق دبلوماسي ينهي حالة التصعيد العسكري في الجنوب اللبناني.
وأوضح كناعنة أن إسرائيل قد ترغب في ضمان أن يكون هناك اتفاق رسمي يضمن سلامة الأراضي اللبنانية مع إعطاء حق الرد العسكري في حال تعرض إسرائيل لأي هجوم، وهو ما لا يزال محل خلاف بين الأطراف.
كما أكد أن إسرائيل تحتاج إلى ضمانات قوية على الأرض لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.
الولايات المتحدة.. دور فاعل
من جانبه، أكد الدكتور عقيل أن الولايات المتحدة تلعب دورًا محوريًا في تسهيل هذه المفاوضات، موضحًا أن الأميركيين ليسوا مجرد وسطاء بل هم فاعلون أساسيون في التأثير على المواقف الإسرائيلية.
وأضاف أن الولايات المتحدة قدمت ضمانات لإسرائيل بشأن أمنها القومي، وهو ما سيساعد على تقليص الفجوات بين الطرفين.
ومع استمرار هوكستين في مهمته، تبقى الأعين على ما سيحمله من بيروت إلى تل أبيب في الأيام المقبلة.
التفاصيل العالقة
على الرغم من الأجواء الإيجابية التي نقلها هوكستين، بقيت بعض التفاصيل العالقة حول صياغة البنود النهائية للاتفاق، حيث أكدت بعض المصادر أن التفاهمات الرئيسية قد تم التوصل إليها بالفعل، لكن هناك بعض النقاط التفصيلية التي قد تأخذ وقتًا أطول للحسم، مثل توزيع دور قوات المراقبة والضمانات الأمنية.
المسار السياسي والعسكري في انتظار القرار النهائي
كناعنة وعقيل أكدا على أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لمستقبل التهدئة بين لبنان وإسرائيل، وبينما تؤكد الأجواء الإيجابية على قرب التوصل إلى اتفاق، يبقى أن التنفيذ الفعلي قد يستغرق وقتًا أطول، خاصة في ظل وجود معوقات سياسية داخلية في لبنان وأخرى تتعلق بالسياسات الإسرائيلية.
في الوقت نفسه، تظل الأعين على الولايات المتحدة التي تلعب دورًا رئيسيًا في ضمان نجاح هذه المفاوضات وتنفيذ القرار 1701 في المستقبل القريب.