رغم الاضطرابات والبنية التحتية المدمرة في لبنان نتيجة القصف الإسرائيلي، يشارك طلبة مدرسة ثانوية من البقاع الغربي، بابتكاراتهم الداعمة للبيئة في فعاليات مؤتمر المناخ “كوب 29” الذي تستضيفه باكو عاصمة أذربيجان خلال المدة من 11 إلى 22 نوفمبر الجاري تحت شعار “التضامن من أجل عالم أخضر”.
يثبت فريق سباركس وهم 4 طلبة من المرحلة الثانوية ومُعلمتهم عبر مشاركتهم لعرض ابتكارهم الداعمة للبيئة والمناخ والتنوع البيولوجي، أن الابتكار والتصميم يمكن أن يزدهران حتى في الأزمات.
الفريق برهن كيف يمكن للشباب أن يقودوا الطريق في معالجة القضايا العالمية الملحة، وتقديم حل قابل للتوسع لتلوث المياه، فيما حظيت رحلة الفريق إلى باكو بدعم من الحكومة الأذربيجانية والجهات الأخرى المعنية، مما يؤكد على إظهار أهمية التعاون الدولي في تمكين الشباب صناع التغيير.
تقول رودينا قسام معلمة لغة انجليزية بالمرحلة الثانوية بمدرسة راشيا الرسمية بجنوب لبنان (بمنطقة البقاع الغربي) والتي رافقت الطلبة: “خلال الأعوام القليلة الماضية كنا نقوم نحن وطلبتنا بمساهمات لدعم البيئة في لبنان، وقد شاركنا بمسابقة تحدي المناخ المقامة لهذا العام على هامش فعاليات كوب 29”.
رحلة صعبة
وأضافت رودينا: “بالطبع لا يمكنني أن أنسى المصاعب التي واجهتنا منذ أن قررنا السفر بداية من مشكلة الحصول على تأشيرة السفر من لبنان إلى باكو بأذربيجان، حيث أن السفارة الإذربيجانية في بيروت مغلقة نظرا للأحداث الراهنة، لكن بجهود من وزارة التربية والتعليم الأذربيجانية والسلطات المختصة هناك تم تأمين التأشيرة الخاصة لي وللطلاب الأربعة المشاركين”.
وتابعت المعلمة: “خلال وقت وصولنا للمطار كانت هناك غارات اسرائلية وقصف حتى أننا شاهدنا النيران من مناطق محيطة بالمطار، شعرنا بالخوف الشديد، إضافة إلى صعوبة وصولنا إلى المطار بسبب انهيار الطرق والمباني”.
ولفتت إلى أن: “إصرارنا على استكمال رحلتنا بهدف نشر رسالة الأمل وتمثيل لبنان بصورة مشرفة في خضم الأحداث الصعبة التي نعيشها كان هو هدفنا الأكبر، فنحن شعب قوي ولدينا الإرادة للاستمرار وأردنا نثبت للعالم اننا قادرون على الإبداع والابتكارات في أصعب الظروف”.
فكرة الجهاز
وأضافت:” مشروع الطلبة وهم طلاب بالصف الثالث الثانوي، جاءت فكرته من منطلق أهمية الحفاظ على نظافة مجرى نهر الليطاني الذي تعتمد عليه الأراضي الزراعية التي يمر بها، حيث أصبح يعاني من التلوث المتمثل بالنفايات والعبوات البلاستيكية مما يؤثر على الصحة العامة للسكان ويؤدي لأمراض خطيرة”.
كما يساهم المشروع وفق ما ذكرت رودينا “في حماية التنوع البيولوجي والكائنات البحرية، عبر طواف جهاز أشبه بالروبوت على وجه الماء آليا من دون تدخل بشري ليلتقط النفايات”.
بحسب المعلمة يعمل الجهاز: “بنظام حساسات وعلى نظام الطاقة الشمسية وبه فلاتر كما أن المواد المصنع منها آمنة للبيئة ومعاد تدويرها، ويوجد نظام تحكم عن بعد بالجهاز ويتم تفعيله عبر تطبيق مصمم خصيصا لذلك”.
مسابقة تحدي المناخ الإماراتية
وأوضحت أن الفريق اللبناني: “من بين عدة فرق متنافسة للفوز بمسابقة تحدي المناخ التي نظمتها أحدت الشركات الإماراتية لدعم البيئة والاستدامة والتغير المناخي، الجميل بالمشروع المبتكر أنه يمكن تعميم تجربته لاستخدامها في المحيطات والبحار والأنهار”.
وتحدث أشرف دهام أحد الطلبة الأربعة المشاركين في المشروع، عن “أهمية هذا الابتكار لحماية البيئة والكائنات الحية اذا ماتم تبنيه وتعميمه كمشروع قومي او عالمي، والقيمة المعنوية لمشاركتهم من لبنان في هذه الظروف السياسية الصعبة”.
فيما شاركت في المشروع أيضا كل من الطالبة أندريسا أبوحجلي، والطالبة ريم عقل، والطالبة آية أبو لطيف، والذين أعربوا عن فخرهم بالمشاركة في حدث عالمي كمؤتمر الأطراف وخصوصا في ظل الظروف السياسية المضطربة التي يمر بها لبنان.