منذ بداية غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، شهد الجيش الأوكراني حالات فرار جماعية لجنوده، مما أثار قلقًا كبيرًا حول قدرة الجيش الأوكراني على الاستمرار في مقاومة القوات الروسية.
وفقًا لمكتب المدعي العام الأوكراني، تم توجيه الاتهام لأكثر من 100,000 جندي أوكراني بموجب قوانين الهروب من الخدمة. ورغم أن الجيش الأوكراني كان يواجه العديد من التحديات، إلا أن حالات الفرار تسببت في تفاقم الوضع العسكري، إذ أصبح الجيش يعاني من نقص حاد في الأفراد وسط ضغوط الحرب المستمرة.
الفرار الجماعي وتأثيره على الخطط العسكرية
تخلت بعض الوحدات الأوكرانية بالكامل عن مواقعها، مما أضعف الخطوط الدفاعية وسهّل على القوات الروسية استهداف النقاط الضعيفة، مما أسهم في تسريع الخسائر في الأراضي، بحسب تصريحات جنود ومسؤولين أوكرانيين.
أشار أحد ضباط اللواء 72 إلى أن الفرار من الخدمة كان من الأسباب الرئيسية لخسارة بلدة فوهليدار في أكتوبر الماضي. وأضاف أن بعض الوحدات كانت مكونة من عدد قليل من الجنود بسبب الفرار المستمر، مما جعل الدفاع عن الموقع صعبًا للغاية، وفي النهاية، انسحبت تلك الوحدات، مما مهد الطريق أمام القوات الروسية للاستيلاء على البلدة بسرعة.
أسباب الفرار: نقص الدعم المعنوي والنفسي
ذكر العديد من الجنود الفارين أن الضغوط النفسية كانت أحد الأسباب الرئيسية لفرارهم، حيث عانى البعض من صدمات نفسية جراء المعارك العنيفة، وشعروا بالعجز عن التحمل. قال سيرهي هنيزديلوف، أحد الجنود الذين تحدثوا عن فرارهم: “لا أمل في التسريح، والحرب لا تنتهي، لذا قررت الرحيل”.
أما الجنود الذين فروا بسبب الإجازات الطبية، فقد شعروا بالذنب والإحباط عند عودتهم لعدم قدرتهم على العودة إلى الجبهة. وأضاف هنيزديلوف أنه شعر بالانهيار عندما رأى رفاقه يُقتلون، لكنه لم يتمكن من جمع القوة لمواصلة القتال.
رغم إطلاق الحكومة الأوكرانية حملة تعبئة كبيرة في بداية الحرب، فقد انتقدها العديد من القادة العسكريين بسبب عدم فعاليتها في تجنيد الجنود.
في عام 2023، أدى هذا الفشل إلى فرار نحو 50,000 جندي، ويقدر بعض المشرعين أن العدد الفعلي للفارين قد يصل إلى 200,000 جندي.
في سياق متصل، أكدت تيتيانا إيفانوفا، المحامية الأوكرانية التي تتعامل مع قضايا الفرار من الخدمة، أن معظم الجنود الذين فروا من الخدمة يعانون من صدمات نفسية حادة، وكان يجب توفير المزيد من الدعم النفسي لهم قبل اتخاذ القرار بالهرب.
وأضافت إيفانوفا: “لا يستطيع الناس التأقلم مع الظروف النفسية التي يمرون بها. العديد منهم لا يتمكنون من الصمود بسبب القتال المستمر والضغط النفسي الذي يواجهونه”. وأوضحت أن الجنود الذين تمت تبرئتهم من تهمة الفرار بسبب حالتهم النفسية يشكلون سابقة صعبة، لأن ذلك قد يشجع آخرين على الهروب بنفس الأعذار.
يُذكر أن المحللين العسكريين قد حذروا من أن الاستنزاف الكبير في صفوف القوات الأوكرانية سيؤثر سلبًا على قدرتها على تنفيذ الهجمات المضادة ضد القوات الروسية، مما قد يضع الجيش في وضع دفاعي في المستقبل.
المصادر الإضافية • أب