مع تزايد المعاناة اليومية في غزة، حيث يفتقد السكان لأبسط مقومات الحياة من غذاء ومأوى، حذر كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، من أن “مستوى اليأس” بين السكان في القطاع يتزايد بشكل خطير.
وأوضح سكاو أن برنامج الأغذية العالمي واجه صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات إلى ما بين 300 ألف و400 ألف فلسطيني في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، بسبب الهجمات العسكرية الإسرائيلية المستمرة وعمليات نهب القوافل.
ووصف الوضع بأنه “انهيار شامل للنظام المدني”، ما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في ظل شتاء قاسٍ يعيشه سكان القطاع.
نقص المساعدات وانخفاض المواد الغذائية
انخفضت كمية المواد الغذائية التي سمحت إسرائيل بإدخالها إلى غزة بشكل كبير خلال الشهرين الماضيين. وتفاقمت الأزمة بعد قرار الأمم المتحدة يوم الأحد بوقف تسليم المساعدات عبر المعبر الرئيسي.
ورغم زيادة متوسط عدد شاحنات المساعدات الإنسانية التي دخلت غزة إلى 77 شاحنة يومياً في تشرين الثاني/ نوفمبر، مقارنة بـ57 شاحنة في الشهر السابق، فإن هذا العدد لا يزال من بين الأدنى منذ بداية الحرب قبل 15 شهراً.
وتؤكد الأمم المتحدة أن أقل من نصف هذه الشاحنات تصل بالفعل إلى السكان المحتاجين بسبب القيود العسكرية الإسرائيلية، وتصاعد القتال، وعمليات السطو، في حين يعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين في مخيمات خيام مكتظة، معتمدين على المساعدات الدولية المحدودة.
ارتفاع سعر الطحين يزيد معاناة الفلسطينيين
مع ندرة الطحين، ارتفعت أسعاره بشكل كبير، مما أدى إلى تقليص كمية الخبز التي يمكن للعائلات النازحة تحمل تكاليفها. وقالت نساء نازحات من الشمال يعملن في إعداد الخبز وبيعه إنهن بالكاد يستطعن خبز ما يكفي لسد احتياجات العائلات.
في دير البلح، يواجه النازحون انعداماً كبيراً في الأمن الغذائي بسبب نقص المواد الأساسية. تقول إحدى النساء في المخيم: “كان الناس يأتون إليّ لخبز 70 أو 80 رغيفًا، أما الآن فهم يأتون بـ10 أو 15 فقط، لأن كيلو الدقيق يكلف 35 شيكل (9.60 دولار أمريكي) ويكفي بالكاد لخبز 10 أرغفة”.
المصادر الإضافية • AP