يعتبر مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق رمزاً مهماً للشتات الفلسطيني، حيث كان يُعدّ مركزاً حيوياً للثقافة والحياة الفلسطينية في سوريا قبل أن تدمّره الحرب السورية. حيث كانت شوارعه تعج بالحياة، مع أكشاك الفلافل والمساجد والصيدليات، لكن الحروب والمواجهات العسكرية حولت المخيم إلى أطلال.
منذ عام 2018، وبعد أن استولى على المخيم عدد من الجماعات المسلحة، تعرض المخيم للقصف من الطائرات الحربية السورية، ليصبح مهجوراً تقريباً. أما المباني التي لم تتدمّر بالقنابل، فقد هدمتها الحكومة أو سرقها اللصوص. وعانى السكان الذين كانوا يرغبون في العودة من الإجراءات البيروقراطية المعقدة والمتطلبات الأمنية، ما جعل من الصعب إعادة بناء حياتهم.
لكن رغم هذه الظروف، بدأ عدد من سكان المخيم السابقين بالعودة بشكل تدريجي. ومع سقوط نظام بشار الأسد ، يتزايد الأمل بين اللاجئين الفلسطينيين في إمكانية العودة وإعادة بناء ما تم تدميره.
ورغم التحديات الأمنية والاقتصادية، يشهد المخيم عودة لبعض العائلات التي فقدت منازلها لفترات طويلة. في شوارع المخيم، عادت النساء والأطفال ليلعبوا بين الأنقاض، بينما يستمر بعض الأسواق المحلية في مزاولة أعمالها، وتبدأ بعض العائلات في التفكير جدياً بإعادة بناء منازلهم.
وقال أحمد حسين، أحد السكان السابقين للمخيم، عاد مؤخراً للعيش مع أقاربه بعد مغادرته في عام 2011 في بداية الأزمة السورية، : “لقد كانت عملية العودة صعبة في ظل حكم الأسد، حيث كان يتطلب الأمر الحصول على العديد من الموافقات الأمنية لدخول المخيم، لكن الآن نتمتع بالحرية، ونسمع عن الكثير ممن غادروا ويخططون للعودة.”
في الوقت نفسه، يعيش أكثر من 8,000 لاجئ فلسطيني في المخيم اليوم، مع ما يقرب من 450,000 فلسطيني في سوريا بشكل عام. ورغم أنهم لا يتمتعون بالجنسية السورية، كان لهم في الماضي حقوق مشابهة لحقوق المواطنين السوريين، باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.
ويعكس الوضع الحالي في المخيم معقداً تاريخياً لفصائل فلسطينية كانت قد حاولت الحفاظ على الحياد في بداية الحرب السورية، قبل أن تنخرط لاحقاً في الصراع إلى جانب أطراف مختلفة.
بعد سقوط النظام السوري، بدأت هذه الفصائل بتقوية علاقاتها مع الحكومة الجديدة التي تقودها جماعة “هيئة تحرير الشام”، ولكن لم تصدر أي تصريحات رسمية حول وضع اللاجئين الفلسطينيين أو موقف الحكومة الجديدة من إسرائيل.
المصادر الإضافية • أب