كشف الفاتيكان عن مشروع سقف كهروضوئي جديد يُعد جزءًا من جهود البابا فرانسيس للتحول إلى الطاقة الخضراء، ويمثل خطوة ملموسة ضمن رؤيته التي حددها برسالته “أخي الشمس” في حزيران/ يونيو، بما يضمن إنتاج طاقة كافية لتغطية كامل احتياجات المدينة.
السقف الكهروضوئي الجديد، الذي يغطي فناء مدخل الكورازي في متاحف الفاتيكان، تم إنجازه بالتعاون مع شركة الطاقة الإيطالية ACEA خلال ستة أشهر فقط.
وأوضحت باربرا مارينالي، رئيسة الشركة، أن التحدي الأكبر تمثل في دمج البنية التحتية الكهروضوئية في منطقة مكتظة بالبناء، ووصفت المشروع بأنه “مثال استثنائي على الابتكار في تحقيق التكامل مع الهياكل القائمة”.
رؤية البابا فرانسيس للتحول البيئي لم تكن وليدة اللحظة، إذ أعلن عن مواقفه حيال أزمة المناخ منذ عام 2015 في رسالته الشهيرة “Laudato Si'”، وحذر من “احترار مقلق للنظام المناخي” وارتفاع مستويات سطح البحر وزيادة الظواهر الجوية المتطرفة.
وكتب البابا: “إن البشرية تمتلك الوسائل التكنولوجية لمواجهة هذا التحول البيئي، ومعالجة تبعاته الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وتلعب الطاقة الشمسية دورًا أساسيًا ضمن هذه الحلول”.
وفي تطور مهم، انضمت الفاتيكان في تموز/ يوليو 2022 إلى اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، مما أضفى طابعًا رسميًا على التزامها بالتحول إلى الطاقة المستدامة. هذا الانضمام جعل الفاتيكان واحدة من ثمان دول فقط تسعى لتوليد 100% من احتياجاتها الكهربائية من مصادر متجددة، إلى جانب دول مثل ألبانيا وبوتان ونيبال وأيسلندا.
سالفاتوري فارينا، ممثل إدارة دولة الفاتيكان، شدد على أهمية هذه الخطوات قائلاً: “الفاتيكان لا يكتفي بالوفاء بالتزاماته الدولية، بل يعمل على تقديم نموذج يُحتذى به على المستوى العالمي. نحن ملتزمون بأهداف عام 2030 ونحرص على تحقيقها وتقديم تقارير دورية عنها في المحافل الدولية، مثل مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين”.
ويعكس مشروع السقف الكهروضوئي في الفاتيكان التزامًا جديا بتحقيق التنمية المستدامة، وهو خطوة تبرز دور الفاتيكان كدولة صغيرة لكنها طموحة في مواجهة أزمة المناخ، من خلال حلول مبتكرة تُظهر أن التحديات البيئية يمكن معالجتها بطرق تعزز التكامل بين التكنولوجيا الحديثة والبنى التحتية القائمة.
المصادر الإضافية • AP