وكالات : دعمت المؤشرات الإيجابية في السياسة اللبنانية وقرب تشكيل حكومة جديدة، الشعور بالثقة والأمل بعودة الاستقرار النقدي والاستثماري والسياحي إلى سابق عهده.
كان المستثمرون العرب أول المتلقين لمشاعر التفاؤل، لم ينكفئ المغتربون اللبنانيون عن التفاعل مع بشائر الاستقرار المتوقع، إذ من المتوقع أن تترجم طلائع استجابتهم أيضاً بـ”هجمة” غير مسبوقة على بطاقات السفر إلى بيروت، خلال الأشهر المقبلة وتحديداً خلال موسم الصيف المقبل.
عادت غالبية شركات الطيران العالمية التي غادرت لبنان إبان العدوان الإسرائيلي الصيف الفائت ، أو تستعدّ لذلك، وما بقي منها خارج الجدولة على شاشات مطار رفيق الحريري الدولي لا يزال في انتظار جلاء ضبابية تشكيل الحكومة العتيدة، وتحول الوقف الموقت لإطلاق النار في الجنوب إلى هدنة ثابتة، والوقف الكلي للعمليات العسكرية والقصف المتبادل.
بدءاً من أول أسبوع في شباط غالبية شركات الطيران ستعاود رحلاتها إلى لبنان، إذ يؤكد رئيس مطار بيروت فادي الحسن لـ”النهار” أن ما نسبته 85% من الشركات التي كانت تستخدم المطار أبلغت المديرية العامة للطيران المدني أنها بدأت بتسيير رحلاتها إلى مطار بيروت، مشيراً إلى أن لا مؤشرات تشي بأن الطيران السعودي سيعود في هذه الفترة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى بعض الشركات الأوروبية التي لم تعلن حتى اليوم عن تسيير رحلاتها إلى لبنان مثل Lufthansa التي تشغل 3 شركات، والبولندية، وترانسافيا، وشركات أوروبية أخرى تشغل رحلاتها صيفاً إلى لبنان مثل الـsun express. أما Airfrance فقد أبلغت مديرية الطيران المدني عن البدء بتسيير رحلاتها من بيروت وإليها بدءاً من أول شباط، وكذلك الأمر بالنسبة إلى طيران الإمارات وفلاي دبي اللذين أبلغا المديرية أنهما سيستأنفان رحلاتهما إلى بيروت في أول شباط برحلة واحدة يومياً بدل رحلتين.
من المعروف أن الفترة الممتدة بين 15 كانون الثاني و15 شباط هي فترة DEAD SEASON، بالنسبة إلى شركات الطيران التي تخفض عدد رحلاتها بسبب قلة الطلب، وتالياً يوضح نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود أن “أسعار بطاقات السفر تنخفض تلقائياً بنسبة تراوح بين 30 و35% وبينها أسعار شركة طيران “الميدل إيست”.
ويشير إلى أن “العوامل التي تحدد أسعار بطاقات السفر هي العرض والطلب، والعامل الآخر هو الكلفة التشغيلية، ففي فصل الشتاء مثلاً نجد أن نسبة الملاءة على خط باريس بيروت معدومة وتالياً فإن الكلفة التشغيلية تُحتسب من ضمن البطاقات”.
وفيما يرى البعض أن أسعار بطاقات “الميدل إيست” مرتفعة وخصوصاً في فترة الحرب الإسرائيلية على لبنان حيث لم يكن لدى المسافرين خيار إلا “الميدل إيست” لعدم وجود شركات طيران أخرى تستخدم مطار بيروت، يؤكد عبود أن “الشكاوى من ارتفاع أسعار طيران الشرق الاوسط في فترة الحرب، غير محقة لعوامل عدة أهمّها أنها اللبنانشركة الوحيدة التي بقيت تستخدم مطار بيروت في ظل المخاطر التي كانت تتعرض لها، فيما الطلب على السفر كان لوجهة واحدة فقط إذ كانت الطائرة تغادر بيروت “مفولة” وتعود إليها فارغة فيما الكلفة التشغيلية تُحتسب ذهاباً وإياباً. لذا من البديهي أن ترفع الشركة أسعارها بنسب لم تتعدّ 20%، وكذلك يجب الأخذ في الاعتبار أن شركات التأمين وضعت بيروت في تلك الفترة ضمن الدائرة الحمراء ZONE RED، بما رفع أسعار التأمين عشرات الأضعاف، وهذا العامل يُحتسب أيضاً ضمن الكلفة التشغيلية”.
وفيما لا يزال الإقبال على لبنان خجولاً نسبة للأوضاع غير المستقرة نسبياً، يتوقع عبود أنه فور الانسحاب الإسرائيلي من كافة المناطق الجنوبية، توازياً مع تشكيل الحكومة وعودة الاستقرار إلى لبنان، أن يتهافت العرب والخليجيون وتحديداً السعوديون إلى لبنان بدءاً من 15 آذار المقبل. وتالياً يتوقع أن تكون فترة الصيف فترة الذروة السياحية، خصوصاً أنه منذ 10 أعوام لم يأت إلى لبنان أيّ زائر خليجي. وعن إمكان عودة الطيران السعودي إلى لبنان، أكد عبود أن “السبب الأمني والسياسي كان وراء قرار وقف الرحلات إلى لبنان منذ أكثر من عامين، ولكن فور عودة الأمور إلى طبيعتها من المؤكد أن الطيران السعودي سيستأنف رحلاته إلى لبنان، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الشركات الأوروبية التي ستستأنف نشاطها تباعاً بدءاً من أول شباط”
إقرأ أيضاً :