تحتفل الكويت اليوم، الثلاثاء 25 فبراير، بذكرى استقلالها عن المملكة المتحدة، بالتزامن مع ذكرى تحرير الكويت في عام 1992، وهو يوم يمثل علامة فارقة في تاريخ البلاد.
ويأتي هذا الاحتفال بالتزامن مع الذكرى السنوية لعيد تحرير الكويت من الغزو العراقي، الذي تحقق في عام 1991 إبان حرب الخليج الثانية.
وكما في كل عام، امتلأت الشوارع والساحات بالأعلام الكويتية فيما أضاءت ألوان العلم الرباعية المقرات الرسمية ومنازل الكويتيين، مما عكس فخر المواطنين واعتزازهم بأرضهم ووطنهم.
وتستمر الفعاليات في هذه المناسبة لعدة أيام، وتتضمن الاحتفالات العديد من الأنشطة والفعاليات، بما في ذلك العروض والمهرجانات الشعبية التي تشارك فيها مختلف فئات المجتمع. يرتدي الناس الملابس التقليدية، وتنظم المسيرات التي تعبر عن الفرح والانتماء للوطن، بالإضافة وإلى إحياء حفلات غنائية وفنية بمشاركة مجموعة من الفنانين الكويتيين والعرب، مما يضفي طابعاً احتفالياً مميزاً على المناسبة.
بالعودة إلى هذه الحقبة نستذكر أبرز ما أنتجه الاحتلال البريطاني أو ما يعرف بالحماية البريطانية للدولة الخليجية…
ماذا نعرف تلك المرحلة؟
امتد تاريخ السيطرة البريطانية على البلاد من عام 1899 حتى عام 1961. وخلال هذه الفترة، شهدت الكويت تطورات سياسية واقتصادية كبيرة ساعدت في تشكيلها كدولة مستقلة لاحقاً.
في أواخر القرن التاسع عشر، كانت الكويت إمارة صغيرة تتمتع بحكم ذاتي تحت حكم أسرة آل صباح، لكنها كانت تواجه تهديدات خارجية من القوى الإقليمية، وخاصة الدولة العثمانية والإمبراطورية الألمانية.
وفي هذا السياق، سعت المملكة المتحدة لتأمين مصالحها التجارية والاستراتيجية في منطقة الخليج العربي، خاصة مع اكتشاف أهمية النفط لاحقاً.
وفي 23 يناير 1899، وقع الشيخ مبارك الصباح (المعروف بمبارك الكبير) اتفاقية سرية مع بريطانيا تعرف باسم اتفاقية الحماية البريطانية، حيث تعهدت بريطانيا بحماية الكويت من أي عدوان خارجي، بينما تعهدت الكويت بعدم التنازل عن أي جزء من أراضيها أو إقامة علاقات مع دول أخرى من دون موافقة بريطانيا. وكانت هذه الاتفاقية بمثابة ضمانة أمنية للكويت في مواجهة التهديدات العثمانية والألمانية.
وخلال فترة الحماية البريطانية، تم اكتشاف النفط في الكويت عام 1938، مما غير الوضع الاقتصادي للبلاد بشكلٍ جذري.
وبدأت بتصدير النفط بشكلٍ تجاري بعد الحرب العالمية الثانية، مما أدى إلى ازدهار اقتصادي كبير.
وفي عام 1922، تم توقيع اتفاقية العقير بين بريطانيا والمملكة العربية السعودية، التي حددت حدود الكويت مع السعودية. وفي عام 1932، تم ترسيم الحدود بين الكويت والعراق، لكنها ظلت مصدرا للتوترات لاحقا.
كما ساهمت الكويت بشكلٍ غير مباشر في المجهود الحربي البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، وكانت مصدراً مهماً للنفط للحلفاء في الحرب العالمية الثانية (1939-1945).
وشهدت الكويت تطوراً في نظامها السياسي خلال هذه الفترة، حيث تم تأسيس أول مجلس تشريعي في عام 1938، مما يعتبر بداية لتطور الحياة السياسية في الكويت.
وعلى الرغم من أن الحماية البريطانية ساعدت الكويت في الحفاظ على استقلالها في مواجهة التهديدات الخارجية، إلا أنها تركت البلاد مع بعض الخلافات الحدودية، خاصة مع العراق، التي أدت لاحقاً إلى أزمات، مثل أزمة عام 1961، وغزو العراق للكويت عام 1990.
وفي 19 يونيو 1961، استعادت الكويت استقلالها عندما وقعت اتفاقية مع المملكة المتحدة لإنهاء الحماية البريطانية، الأمر الذي جعل الكويت دولة مستقلة ذات سيادة.
إلا أنه تم اختيار تاريخ 25 فبراير للاحتفال باليوم الوطني، لأنه يتزامن مع تاريخ تتويج الشيخ عبد الله السالم الصباح كأمير للكويت في عام 1950، وهو الأمير الذي قاد البلاد نحو الاستقلال.
وتزامنا مع هذه المناسبة، يحتفل الشعب الكويتي أيضاً بذكرى تحرير البلاد من الاحتلال العراقي، الذي تحقق في عام 1992.
بدأت أزمة الكويت مع العراق عندما شنت الجارة العربية في 2 أغسطس 1990 هجوماً عسكرياً مفاجئاً، دخلت خلاله القوات العراقية العاصمة الكويتية خلال ساعات.
واستغل الرئيس العراقي يومها صدام حسين تدهور الأوضاع السياسية في العالم العربي وغياب رد فعلٍ قوي من المجتمع الدولي، مما جعل الاحتلال يبدو سهلاً، وأعلن حينها الكويت “المحافظة رقم 19” للعراق.