نشرت في •آخر تحديث
مشادة تاريخية بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض حول السلام مع روسيا تشعل ردود فعل دولية حادة، وتكشف انقسامًا في المشهد السياسي الأميركي. قادة أوروبا يؤكدون دعمهم لأوكرانيا، بينما يواجه ترامب انتقادات لاذعة لنهجه التصالحي مع موسكو.
مشادة تاريخية بين ترامب وزيلينسكي تهز الساحة الدولية
شهد البيت الأبيض مواجهة غير مسبوقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وصفتها الأوساط السياسية بأنها “تاريخية”. خلال الاجتماع، هاجم ترامب زيلينسكي بلهجة حادة، متهمًا إياه بعدم احترام الولايات المتحدة وطالبه بضرورة التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا. وذهب الرئيس الأمريكي إلى حد تهديد زيلينسكي بسحب دعم واشنطن في حال رفضه للسلام، مما دفع الرئيس الأوكراني لمغادرة البيت الأبيض على عجل دون توقيع اتفاق المعادن ودون عقد مؤتمر صحفي.
صدمة في الأوساط الدولية
أثارت هذه المواجهة ردود فعل واسعة على الساحة الدولية، واعتبر كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، أن ما حدث كان “تاريخيًا” ويعكس تحولًا كبيرًا في التوازنات الدولية. من جانبه، علق ديمتري مدفيديف، الرئيس الروسي السابق، بأن “ترامب قال الحقيقة لزيلينسكي للمرة الأولى”، مما يعكس ارتياحًا روسيًا من موقف ترامب.
نائب الرئيس الأميركي مايك فانس نشر بيان صادر عن الرئيس دونالد ج. ترامب، وفيه: “أجرينا اليوم اجتماعًا ذا مغزى كبير في البيت الأبيض. تم التوصل إلى العديد من الأمور التي لم يكن من الممكن فهمها دون إجراء محادثة في ظل هذا الضغط الكبير. من المدهش ما يظهر من خلال العواطف، وقد توصلت إلى قناعة بأن الرئيس زيلينسكي ليس مستعدًا للسلام إذا كانت أمريكا منخرطة، لأنه يشعر أن تدخلنا يمنحه ميزة كبيرة في المفاوضات. أنا لا أريد ميزة، أريد السلام. لقد أظهر قلة احترام للولايات المتحدة الأمريكية في مكتبها البيضاوي العريق. يمكنه العودة عندما يكون مستعدًا للسلام.”
ردود فعل عالمية حازمة
أحدثت المشادة صدى عالميًا قويًا، حيث عبّر زعماء العالم عن مواقفهم، وتضامن معظم القادة الأوروبيون مع الرئيس الأوكراني بوضوح:
- أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، أبدت دعمها الثابت لزيلينسكي، مشيدةً بشجاعة الشعب الأوكراني ومؤكدةً التزام الاتحاد الأوروبي بالسلام العادل والدائم.
- الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، جدد موقفه الراسخ بأن روسيا هي المعتدية، مشددًا على أن دعم أوكرانيا سيستمر حتى تحقيق السلام العادل.
- أولاف شولتز، المستشار الألماني، أكد أن “لا أحد يرغب في السلام أكثر من الأوكرانيين”، مشددًا على التزام ألمانيا وأوروبا بدعم أوكرانيا.
- رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، شدد على وقوف بلاده إلى جانب أوكرانيا، فيما أكد دونالد توسك، رئيس وزراء بولندا، أن أوكرانيا “ليست وحدها” في هذا الصراع.
رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان: كان المسؤول الوحيد الذي غرد خاج السرب الأوروبي. حيث أشاد بموقف ترامب وغرد قائلا: “الرجال الأقوياء يصنعون السلام والضعفاء يصنعون الحرب.” في غمز واضح للرئيس الأوكراني “الضعيف” حسب رأيه.
انقسام في المشهد السياسي الأميركي
أثارت تصريحات ترامب عاصفة من الانتقادات في الولايات المتحدة:
- تشاك شومر، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، اتهم ترامب ونائبه مايك فانس بالعمل لصالح بوتين، واصفًا موقفهما بـ”المخزي”.
- بيرني ساندرز انتقد ترامب بشدة، مشيرًا إلى أن توبيخه لزيلينسكي “يمثل صفعة لدولة ديمقراطية تقاتل الإمبريالية الروسية”.
- مارك كيلي، السيناتور الجمهوري، وصف ما حدث بـ”الفوضى” التي أضعفت صورة الولايات المتحدة على الساحة الدولية.
- ليندسي غراهام، السيناتور الجمهوري، اعتبر أن “ترامب كان متحمسًا لتوقيع اتفاق المعادن، لكن زيلينسكي أفسد الأجواء”، داعيًا الرئيس الأوكراني إلى “إعادة النظر في موقفه أو مغادرة منصبه”.
انتقادات لاذعة من الساحة الدولية
- جوزيب بوريل، ممثل السياسة الخارجية السابق في الاتحاد الأوروبي، وصف موقف ترامب بـ”المخزي”، مؤكداً أن “العالم الحر يجب أن يقف إلى جانب أوكرانيا”.
- جون بولتون، المستشار السابق للأمن القومي الأميركي، اعتبر أن موقف ترامب يمثل “خطأً كارثيًا” يضر بالأمن القومي الأميركي، مؤكدًا أن هذا الموقف لا يعكس آراء غالبية الأميركيين.
انعكاسات استراتيجية على العلاقات الدولية ألقت هذه المواجهة بظلالها على العلاقات الدولية، حيث عبّر زيلينسكي عن إصراره على ضرورة الحصول على ضمانات أمنية قبل أي وقف لإطلاق النار، بينما أصر ترامب على تحقيق السلام بشروطه. يعكس هذا الخلاف تحولًا كبيرًا في السياسة الخارجية الأميركية تجاه الصراع الروسي الأوكراني، مما ينذر بتصاعد التوترات الجيوسياسية في المرحلة المقبلة.