على الرغم من تصاعد الجدل بشأن انخراط الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، في المشهد السياسي الأمريكي، سجلت مبيعات الشركة في المملكة المتحدة ارتفاعًا ملحوظًا خلال شهر شباط/فبراير، مدفوعة بالإقبال المتزايد على السيارات الكهربائية.
وفقًا لبيانات جمعية مصنعي وتجار السيارات (SMMT)، ارتفعت مبيعات تسلا في المملكة المتحدة بأكثر من 20.7% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث باعت الشركة ما يقرب من 4,000 وحدة خلال شباط/فبراير. وشملت الطرازات الأكثر مبيعًا تسلا Model 3، الذي تم بيع 1,990 وحدة منه، وتسلا Model Y الذي سجل مبيعات بلغت 1,861 وحدة.
ورغم هذا النمو، يزداد قلق المستهلكين في المملكة المتحدة من الانخراط المتزايد لماسك في السياسة، لا سيما بعد تعيينه من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيسًا لوزارة الكفاءة الحكومية (DOGE)، وهي هيئة تهدف إلى خفض عدد الوظائف وتقليل الإنفاق الحكومي.
إضافة إلى ذلك، أثارت بعض مواقف ماسك السياسية انتقادات واسعة، حيث أعرب مؤخرًا عن دعمه لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف المناهض للهجرة، ما أدى إلى ردود فعل سلبية في أوروبا.
انخفاض حاد في مبيعات تسلا بألمانيا
على الرغم من نمو مبيعاتها في المملكة المتحدة،، سجلت تسلا تراجعًا حادًا في مبيعاتها داخل ألمانيا خلال شباط/فبراير، وفقًا للهيئة الفيدرالية الألمانية للنقل. وبلغت مبيعات الشركة 1,429 وحدة فقط، ما يمثل تراجعًا بنسبة 76% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.
ويأتي هذا الانخفاض في وقت يشهد فيه سوق السيارات الكهربائية في ألمانيا نموًا ملحوظًا، حيث ارتفع إجمالي تسجيلات السيارات الكهربائية بنسبة 31% خلال الشهر ذاته، ما يعكس تراجع حصة تسلا في السوق لصالح المنافسين، خصوصًا الشركات الصينية مثل BYD وGeely وLeapmotor.
وتقدم هذه الشركات سيارات بأسعار تنافسية، مدعومة بتقنيات متطورة وميزات مبتكرة، وهو ما جعلها أكثر جاذبية للمستهلكين، مقارنةً بعروض تسلا التي باتت تواجه تحديات متزايدة في الحفاظ على مكانتها بالسوق الأوروبية.
استمرار تراجع تسجيلات السيارات في المملكة المتحدة
في سياق أوسع، شهد سوق السيارات في المملكة المتحدة انخفاضًا للشهر الخامس على التوالي، حيث تراجعت تسجيلات السيارات بنسبة 1% لتصل إلى 84,054 وحدة خلال شباط/فبراير، وفقًا لتقرير SMMT.
وجاء هذا التراجع مدفوعًا بانخفاض تسجيلات سيارات البنزين بنسبة 17.3% لتصل إلى 39,865 وحدة، إلى جانب انخفاض تسجيلات سيارات الديزل بنسبة 15.1%، والتي سجلت 4,241 وحدة فقط.
في المقابل، شهد قطاع السيارات الكهربائية نموًا ملحوظًا، حيث قفزت تسجيلات السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات (BEV) بنسبة 41.7% لتصل إلى 21,244 وحدة، كما ارتفعت تسجيلات السيارات الكهربائية (PHEV) بنسبة 19.3% لتصل إلى 7,273 وحدة. وبالمثل، سجلت السيارات التقليدية (HEV) ارتفاعًا بنسبة 7.9%، مسجلة 11,431 وحدة.