بالرغم من حبها الكبير للمسرح والأعمال المسرحية، إلا أن الممثلة اللبنانية وخبيرة الإلقاء جوانا طوبيا، أثبتت حضورها أيضاً في الدراما، وتركت التجارب تأخذها إلى أماكن بعيدة عن المسرح، وتقدم لها المزيد من المعرفة وأدوات جديدة ومميزة.
وكان لموقع الفن حوار خاص مع جوانا طوبيا، تحدثت فيه عن دورها في مسلسل “القدر”، وعلاقتها بالممثلين، وشغفها بالتمثيل.
أخبرينا أكثر عن مسلسل “القدر”، وعن شخصية “لينا” التي تجسدينها فيه، ولماذا لم يعرف المشاهد أي أمر عن خلفية هذه الشخصية، وسبب دخولها السجن وخروجها منه؟
تجربة “القدر” كانت جميلة جداً، فمنذ بدايتها، أي منذ أن وصلني النص وقرأته، تحمست للمشروع بشكل كبير، ففريق العمل مميز، ويضم أسماء مهمة جداً، وفي الوقت نفسه، الموضوع ليس مستهلكاً، والقضية المطروحة تخلق جدلاً، وتؤدي إلى إنقسام الجمهور، وظهور آراء مختلفة، ما يجذب المشاهدين بشكل كبير.
هذا العمل السادس لي مع شركة MBC، عادة ما أشارك ضمن فريق الإخراج، بتدريب الممثلين على اللفظ واللغة، وفي “القدر” شاركتكممثلة وكمدققة لغوية، مع الممثلة اللبنانية رزان جمال بشكل خاص، والعمل كان لطيفاً للغاية، وعادة ما تأخذ الأعمال فترة طويلة من التصوير، تصل إلى تسعة أشهر، لذا جاء “القدر” مثل النسمة السريعة، وقد تمكنا من إنجازه خلال 4 أشهر فقط، وعرض في الفترة نفسها التي كنا نصور فيها.
فريق عمل مسلسل “القدر” كان رائعاً للغاية، أحببتهم جميعاً، وخصوصاً رزان جمال التي عملت معها وراء الكاميرا وأمامها، وهناك مشاهد جميلة عديدة تجمعنا في المسلسل، وأتمنى أن تجمعنا أعمال أكثر في المستقبل.
أحببت شخصية “لينا” كثيراً، فهي شخصية لطيفة ووجودها إيجابي، ليس لديها أبعاد سيئة، بل موجودة دائماً لتدعم الشخصيات الثانية، وكان ذلك مناسباً للغاية بالنسبة لي، لأن عملي بمعظمه وراء الكاميرا.
“لينا” شخصية مزروعة بطريق شخصيات أساسية، من بينها “نور” ووالدتها، فوجودها في العمل هو في حياتهما فقط، وليس في حياتها الخاصة، فهي ليست من الأولوية في السياق الدرامي، وهذا الأمر له تأثير على أهمية الشخصية.
هل ترغبين في تجسيد دور رومانسي يتحدث عن قصة حب تؤثر في الجمهور؟
بالتأكيد أرغب في تجسيد أدوار رومانسية، وخصوصاً على المسرح، حيث لدينا الفرص للعب أدوار مختلفة، تحمل أبعاداً أكثر عمقاً، وأتمنى أن أقدم على التلفاز أدواراً تحمل أبعاداً أكثر. لدي بعض العروض القادمة في التلفزيون والمسرح، ومن المقرر أن تكون شخصيات مختلفة عن التي جسدتها سابقاً، ولكني لم أستقر بعد على أي عمل.
ماذا يختلف بين النص المكتوب المبتكر، والنص المعرب والمترجم؟
بالطبع هناك فرق كبير بين النص المبتكر والنص المعرّب، ولكن من الضروري وجود النوعين، فالجمهور منقسم إلى قسمين، وهناك من يفضل نوعاً أكثر من الآخر، ويجوز النقد بالتأكيد، فنحن عندما نأتي بعمل ونعربه، نحاول قدر الإمكان، جعله يشبه مجتمعنا. تبقى هناك ثغرات وأمور لا يمكن تغييرها، ولكن فريق العمل والكاتبة رغدة الشعراني، يقدمون أفضل ما لديهم لمحبي هذا النوع. وعلى الرغم من الإنتقاد الطبيعي الذي تعرض له المسلسل، إلا أنه ناجح بالتأكيد وله جمهوره.
لو كان هذا الغياب سيؤذي الأعمال، لكانت الشركة المنتجة توقفت عن تقديمها، ولكن بالعكس، فالجمهور يتحمس لمشاهدة العمل بممثلين مختلفين ولغة مختلفة، وخصوصاً أن الممثلين الذين يشاركون في هذه الأعمال مبدعون، ويقدمون القصة نفسها بأسلوب رائع. أكثر الممثلين لا يشاهدون كيف قُدمت الشخصية من جانب الممثلين الأتراك، بل يقدمون الشخصية منذ البداية، والجميع يجسدون أدوارهم من أعماق قلوبهم، والجمهور ينجذب إلى الممثل وتجسيده للدور أكثر من الأحداث.
إنتشرت مقاطع فيديو طريفة من كواليس العمل، أظهرت العلاقة الجميلة بين الممثلين، هل يمكن أن تتحول هذه العلاقة إلى صداقة حقيقية؟
كوننا نعيش لفترة زمنية طويلة في مكان واحد ومع بعضنا البعض، فإن هذا الأمر يخلق لدينا شعوراً بالقرب والألفة وكأننا عائلة واحدة، بالرغم من إختلافنا. في كل عمل شاركت فيه هنا، أصبح لدي أصدقاء حقيقيون، وحتى عندما نعود إلى لبنان نبقى على تواصل. من فريق عمل مسلسل “عروس بيروت”، إلى “ع الحلوة والمرة” و”كريستال”، الجميع أصبح جزءاً من عائلتي، كما أن صعوبة ساعات العمل، والطقس السيئ، بالإضافة إلى أن أكثر الممثلين لا يجيدون اللغة التركية، جعلتنا نلجأ إلى بعضنا البعض.
هل تفضلين هذا النوع من الأعمال على أعمال أخرى؟
إن سألتِ أي خريج مسرح عما يفضل، سيختار التمثيل المسرحي بالتأكيد، إليه أنا أنتمي، ولكن من المعروف أن عائدات التمثيل المسرحي ليست كافية، ومن الضروري أن يقدم الممثل أعمالاً في الأسواق المختلفة.
بالنسبة لهذا النوع من الأعمال، فهو يقدم إنتشاراً أكثر بكثير من غيره. تخصصت في علم النفس والمسرح، وبعد دخولي المسرح بفترة قصيرة، بدأت العمل في الأعمال التركية المعربة، ولم يكن لدي وقت لبناء علاقات مع شركات لبنانية، ولكني أتمنى ذلك، وأحب الأعمال التي يقدمونها، ودائماً ما سنجد أموراً إيجابية تساعدنا.
عرضت هذا العام عدة أعمال مسرحية ناجحة، هل يمكن إعتبار أن المسرح في لبنان إستعاد رونقه؟ وهناك نظرية تقول إنه على الممثل أن يقدم عملًا مسرحيًا بين فترة وأخرى، حتى يعيد تنظيم قدراته وأدواته التمثيلية، هل تؤيد هذه النظرية؟
المسرح يكبر في لبنان ويستعيد رونقه، وهذا أمر رائع، وجميع العاملين في مجال المسرح في لبنان يعرفون بعضهم البعض، ويدعمون بعضهم البعض، ومهما كان العمل المقدم، يمكننا أن نساهم فيه، وهناك الكثير من الأعمال الجميلة التي تحضر، وأتمنى أن يواصل المسرح تقدمه نحو الأفضل.
تقديم الأعمال المسرحية كل فترة هو أمر ضروري، إن كان من خلال عمل من كتابتي وإخراجي وتمثيلي، أو من خلال المشاركة بأعمال أخرى، ولدينا حالياً مسرحية غنائية جديدة من إخراج سامر حنا، كتبتُ فيها الأغنيات، وأعمل على أكثر من عمل مسرحي، من المقرر أن يبصر أحدها النور قريباً، كما أني أشارك في الكثير من ورشات العمل، التي يمكن أن تكسبني معرفة جديدة، وتساعدني في التطور.