بقلم: یورونیوز فارسی / يورونيوز
نشرت في
اعلان
وعلى الرغم من الإعلان عن العملية تزامنًا مع انطلاق الحرب رسميًا، فإن ما قامت به وحدات النخبة الإسرائيلية والموساد قبل اندلاع القتال المباشر على الأراضي الإيرانية، اعتبره العديد من المراقبين أكثر إثارة وجرأة.
فقد اندلعت الحرب بين إيران وإسرائيل، المعروفة إعلاميًا بـ”حرب الـ12 يومًا”، في 13 يونيو/حزيران 2025، حين شنّت المقاتلات الإسرائيلية هجومًا مفاجئًا على منشآت إيران النووية.
وبدلاً من الاكتفاء باستهداف قواعد التخصيب فقط، وسّعت إسرائيل نطاق عملياتها الجوية لتشمل أنظمة الدفاع الجوي، بالإضافة إلى توجيه ضربات دقيقة ضد قادة عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين.
وخلال اليوم الأول من الهجوم وحده، نفذ نحو 200 طيار غارة جوية مكثفة استهدفت أكثر من 100 موقع داخل إيران.
وفي هذا السياق، صرّح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال إيال زامير، خلال مؤتمر صحفي عقد في يونيو/ حزيران 2025 قائلًا: “لقد فرضنا سيطرة كاملة على الأجواء الإيرانية وكل منطقة عمليات نرغب بالتحرك فيها”.
وأضاف زامير أن “هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا التعاون الوثيق بين القوات الجوية ووحدات الكوماندوز، التي نفذت عمليات سرية معقدة في عمق الأراضي الإيرانية، بما ضمن لنا حرية الحركة والقدرة على تنفيذ المهام بأقل قدر من العوائق”.
وفي تطور لافت، أصبح زامير أول مسؤول إسرائيلي يقرّ علنًا بوجود قوات عسكرية إسرائيلية فعليًا داخل إيران.
وقد أوضح أن عناصر القوات الخاصة، بالتنسيق مع جهاز الموساد، نجحوا في تعطيل أنظمة الدفاع الجوي الإيراني ومنصات إطلاق الصواريخ، فضلًا عن إنشاء قاعدة سرّية للطائرات المسيّرة في محيط طهران. هذه القاعدة وفّرت منصة لتهريب الأسلحة وتسهيل دخول فرق الاستطلاع والوحدات الخاصة إلى الداخل الإيراني.
وكان الهدف الرئيسي من تلك القاعدة يتمثّل في تدمير صواريخ “أرض-أرض” الإيرانية قبل أن تُطلق باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وفي الساعات الأولى من اندلاع الحرب، تمكّنت إسرائيل من فرض تفوّق جوي شبه مطلق، بفضل الأسلحة المتطورة والوحدات الخاصة التي تسللت مسبقًا إلى إيران.
كما أسفرت الضربات الأولى من الغارات الجوية عن مقتل نحو 30 جنرالًا من كبار القادة العسكريين الإيرانيين وتسعة علماء نوويين، ما مثّل ضربة قاصمة للقيادة العسكرية ولبرنامج إيران النووي في آنٍ معًا.
وأكد مسؤول إسرائيلي، في تصريح لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” طالب فيه عدم الكشف عن هويته، أن “العملية كانت ثمرة تفكير إبداعي وتخطيط جريء وتنفيذ دقيق، قامت به فرق من القوات الخاصة والعملاء السريين الذين يعملون في قلب إيران، وفي الوقت ذاته يظلون بعيدين تمامًا عن أعين وكالات الاستخبارات المحلية”.
وفي هذا السياق، استهدفت إسرائيل عددًا من المنشآت النووية الحساسة المنتشرة في أنحاء إيران، من بينها ورشة أجهزة الطرد المركزي في أصفهان، ومنشأة نطنز النووية، ومجمع فوردو لتخصيب الوقود. كما شنّت الولايات المتحدة هجمات منفصلة على بعض هذه المواقع.
وبرغم حجم الهجمات واتساع نطاقها، إلا أن إيران، مدعومة بحلفائها وفصائلها المسلحة، نجحت في الرد بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية وأكثر من ألف طائرة مسيّرة مفخخة باتجاه الأراضي الإسرائيلية. كذلك، أعلنت طهران أنها أسرت عشرات الطائرات المسيّرة ومئات من عملاء الموساد، بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 24 يونيو/ حزيران.
وعلى الرغم من التفوق الجوي الكبير الذي أظهرته كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، فإن الضربات لم تتمكن من القضاء الكامل على برنامج إيران النووي ولا على مخزوناتها من اليورانيوم المخصب. ووفقًا لما أعلنته وزارة الدفاع الأميركية، فإن العملية العسكرية التي استمرت 12 يومًا نجحت فقط في تأخير البرنامج النووي الإيراني قرابة عامين.
وفي خطاب متلفز، قال رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير: “لقد تعرض المشروع النووي الإيراني لضربة قوية وواسعة وعميقة. وتمكّنا من تأجيله لسنوات، لكن المهمة لم تنتهِ بعد. علينا أن نظل متيقظين، فهناك تحديات كبيرة تنتظرنا”.