كتب_ أحمد زكي : في القاهرة، وعلى مدى يومي انطلقت فعاليات المؤتمر العالمي العاشر للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، تحت عنوان بارز: «صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي»، تم تنظيمه برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور نطاق دولي واسع لمفتين، وعلماء دين، ومسؤولين، وخبراء تقنيين.
الحضور والمشاركة الدولية
تُشير المصادر الرسمية إلى مشاركة وفود من أكثر من 70 دولة.
بينما تشير تقارير أخرى إلى مشاركة أكبر، من أكثر من 90 دولة، بما في ذلك علماء، مفتون، وزراء، وخبراء تكنولوجيا وإعلام رقمي.
كذلك شهد المؤتمر حضورًا لافتًا من قادة دينيين بارزين، مثل المفتيين من تنزانيا وتشاد ورواندا، إضافة إلى مشاركات من الجزائر وأبوظبي والقدس، مما يعكس عمق التمثيل العالمي.
المحاور الرئيسية للمؤتمر.
يتناول المؤتمر خمسة محاور علمية محورية، هي:
1. تكوين المفتي الرشيد العصري
2. الإفتاء في عصر الذكاء الاصطناعي
3. المفتي الرشيد في مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي
4. الذكاء الاصطناعي وتطوير العمل المؤسسي الإفتائي
5. تجارب مؤسسات الفتوى في صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي
أبرز كلمات الجلسة الافتتاحية.
افتتح الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء، المؤتمر، مؤكّدًا أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أداة مساعدة، وليس بديلًا للمفتي، وأن يتم توظيفه عبر ضوابط دقيقة تحفظ عمق النص وروح الفتوى.
شدّد على ضرورة الجمع بين المرجعية الشرعية الثابتة والوعي الرقمي بالعصر. محذّرًا من توظيف التقنية دون رؤية، ما قد يسبّب فتاوى جامدة تفقد أهدافها الإنسانية.
حضر اللقاء كذلك مجموعة من الشخصيات الرفيعة: الدكتور أسامة الأزهري (وزير الأوقاف ممثلاً رئيس الوزراء)، والدكتور محمد الضويني (وكيل الأزهر)، وأكدوا جميعًا أهمية أن يظل العقل الفقهي والتحليل الشرعي هو الحاكم في عملية الإفتاء.
عبّر مفتي بلغاريا خلال كلمته عن تقديره لوعي المؤتمر بالتحديات، مؤكّدًا أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يخدم القيم ويصان من الانحراف، داعيًا إلى تكثيف التعاون الدولي بين المؤسسات الإفتائية.
ورش العمل وتفعيل المضامين.
قدّم المؤتمر أربع ورش عمل تخصصية عملية تسعى لجسْر الفجوة بين الفكر والواقع التطبيقي، وهي بعنوان
1. “تطوير أطر أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في دعم العمل الإفتائي
2. “تعزيز مهارات التفكير النقدي والوعي الرقمي للمفتين الشباب”
3. “استخدام أدوات البحث الرقمي والذكاء الاصطناعي المساعد في تحضير الفتوى مع بيان الضوابط”
4. “استشراف مستقبل الإفتاء في ظل التطورات المتوقعة للذكاء الاصطناعي”
التوصيات المحورية للمؤتمر.
اختتم المؤتمر أعماله بمجموعة توصيات استراتيجية، أبرزها:
تأكيد أولوية القضية الفلسطينية ووجوب تكثيف الدعم الإنساني، باعتبارها فريضة دينية ووطنية مشتركة.
تعزيز وحدة الصف الإسلامي، ونبذ الخلافات، باعتبارها الضمان لثبات الأمة أمام التحديات.
ترسيخ ضوابط دقيقة للفتوى الرقمية، خاصة أنها انتشرت بشكل هائل عبر الوسائط، مما يستدعي مراجعة موثوقة وتحكيم نخبة علمية قبل تداولها.
حدث محوري هام .
هذا المؤتمر لا يعد حدثًا علميًا فقط، بل خطوة محورية في مسيرة الإفتاء العالمي نحو إعلام رقمي رشيد، يجعل من المفتي عصرًا معلماً لا مجرد واجهة للفتوى. بتكاتف المرجعيات الفقهية والخبرة التقنية والثقافة الأخلاقية، تم تشكيل رؤية متكاملة تأخذ بالأسباب نحو تضامن فاعل بين العقل والدين والتقدم، وعلى رأس المبادئ سلسلة قيّمة لا تُركَن إليها التقنية وحدها.
إقرأ أيضاً :