كتب – أحمد زكي: تعد الفنون الدينية أحد أهم الروافد الثقافية التي تسهم في ترسيخ قيم الهوية المصرية وإحياء التراث الروحي في وجدان الأجيال الجديدة. وفي هذا السياق، يواصل قصر ثقافة نجع حمادي بمحافظة قنا تنظيم فعالياته الشهرية التي تحمل طابعًا روحانيًا وفنيًا، حيث احتضن مسرحه أمسية إنشاد ديني مميزة جسدت التلاقي بين الفن والإيمان، وجذبت جمهورًا واسعًا من محبي هذا اللون الأصيل.
شهد مسرح قصر ثقافة نجع حمادي مساء فعاليات حفل الإنشاد الديني الشهري، والذي جاء برعاية عبداللاه أبو المجد، مدير القصر، وبقيادة المايسترو عادل موسى، قائد فرقة الإنشاد الديني.
بدأت الفقرة الأولى بإنشاد “صلِّ يا رب دومًا” أداء محمد عادل، ثم “لجل النبي” بصوت حسين عمر، واختتمت بوصلة روحانية مؤثرة بعنوان “باب الغفران” بصوت إبراهيم الأنصاري. هذه الأناشيد الثلاثة رسمت لوحة من الصفاء الروحي امتزج فيها الأداء الصوتي بالقيم الإيمانية، ما انعكس في تفاعل الجمهور وتصفيقهم المتواصل.
وفي تصريح خاص، عبداللاه أبو المجد، مدير قصر ثقافة نجع حمادي،”نحن حريصون على أن تكون الفعاليات الفنية جزءًا من حياتنا الثقافية اليومية، لأن الثقافة هي جسرنا نحو المستقبل. حفلات الإنشاد الديني ليست مجرد عروض فنية، بل هي رسالة قيمية وروحية تستهدف شبابنا ومجتمعنا بأسره.”
ومن جانبه أكد المايسترو عادل موسى، قائد فرقة الإنشاد الديني،”نضع في كل أمسية لمسة جديدة من التراث الممزوج بالمعاصرة، حتى نجعل جمهورنا يعيش تجربة روحانية متجددة. لدينا خطة فنية نعمل عليها شهريًا، ونسعى لضم أصوات شابة واعدة للحفاظ على هذا الفن العريق.”
البعد السياحي والثقافي
تشكل مثل هذه الفعاليات إضافة نوعية للمشهد الثقافي في الصعيد، حيث تبرز قنا ونجع حمادي كمراكز فاعلة في الحياة الثقافية المصرية. كما أن هذه الأمسيات الدينية تحمل بعدًا سياحيًا مهمًا، إذ تعكس ثراء الهوية الفنية للشعب المصري، وتمنح زوار المنطقة فرصة للتعرف على تراث روحي متفرد يتكامل مع ما تزخر به قنا من آثار فرعونية وإسلامية وقبطية.
إقرأ أيضاً :