قالت النيابة العامة يوم الاثنين إن المروجة المتهمة في لوس أنجلوس، المعروفة باسم “ملكة الكيتامين”، وافقت على الاعتراف بالذنب بتهمة تزويد الجرعة من المخدر الطبي التي تسببت في وفاة نجم مسلسل “فريندز” ماثيو بيري.
جاسمين سانغا (42 عامًا)، التي قالت السلطات إنها كانت تدير “منزل تخزين” غير قانوني للمخدرات في حي نورث هوليوود بلوس أنجلوس، وكانت على وشك المثول أمام المحكمة في أيلول سبتمبر، ستقرّ بالذنب في خمس تهم بموجب صفقة مع المدعين الفيدراليين، وفقًا لوزارة العدل الأميركية.
أربعة متهمين آخرين في القضية وهما طبيبان، ومساعد بيري الشخصي، ورجل آخر اعترف بدوره كوسيط في بيع الكيتامين إلى الممثل كانوا قد اعترفوا بالذنب في تهم مختلفة، لكن لم يصدر الحكم بحقهم بعد. ووجّهت التهم للخمسة قبل عام.
وقالت النيابة إن سانغا وافقت على الاعتراف بالذنب في تهمة إدارة مكان مخصص للمخدرات، وثلاث تهم توزيع غير قانوني للكيتامين، وتهمة توزيع كيتامين نتج عنه الوفاة. سانغا، التي تحمل الجنسيتين الأميركية والبريطانية، من المتوقع أن تدخل اعترافها رسميًا خلال الأسابيع المقبلة، بحسب بيان وزارة العدل.
تهمة إدارة وكر للمخدرات قد تصل عقوبتها القصوى إلى 20 عامًا في السجن. فيما تواجه سانغا ما يصل إلى 15 عامًا في السجن بتهمة توزيع الكيتامين الذي أدى إلى وفاة بيري، و10 أعوام لكل من التهم الثلاث الأخرى الخاصة بالتوزيع.
وخلص الفحص الطبي الشرعي إلى أن بيري توفي نتيجة التأثيرات الحادة للكيتامين الذي تداخل مع عوامل أخرى، ما أدى إلى فقدانه الوعي وغرقه في حوض الاستحمام الساخن في 28 أكتوبر 2023. وكان عمره 54 عامًا.
كان بيري قد اعترف علنًا بإدمانه على المواد المخدرة لفترات طويلة، تزامنت بعضها مع ذروة شهرته بدور “تشاندلر بينغ” الساخر والجذاب في المسلسل الكوميدي الشهير “فريندز” على شبكة NBC في تسعينيات القرن الماضي.
وجاءت وفاته بعد عام واحد من نشر مذكراته “أصدقاء، عشاق، والشيء الرهيب الكبير”، التي تحدث فيها عن صراعاته مع إدمان مسكنات الألم والكحول، مؤكداً أنه اقترب من الموت أكثر من مرة. وأكد تقرير تشريحه، استنادًا إلى مقابلات مع مقربين، أنه كان قد أمضى 19 شهرًا في حالة امتناع عن التعاطي قبل وفاته، دون أي انتكاسات معروفة.
الكيتامين، وهو مخدر قصير المفعول ذو خصائص هلوسية، يُستخدم أحيانًا لعلاج الاكتئاب والقلق، لكنه أيضًا يُساء استخدامه من قبل المتعاطين لأغراض ترفيهية.
وبحسب اتفاقية الإقرار بالذنب التي قدمتها وزارة العدل، زوّدت سانغا وسيطًا يدعى إريك فليمنغ (55 عامًا) بـ 51 قارورة كيتامين من منزلها، والذي باع الجرعات لاحقًا إلى بيري عبر مساعده الشخصي المقيم معه، كينيث إواماسا (60 عامًا). وقال الادعاء إن إواماسا هو من حقن بيري بثلاث جرعات على الأقل من الكيتامين المزوّد من سانغا، ما أدى إلى وفاته، وهو من عثر عليه لاحقًا جثة في حوض الاستحمام.
واعترفت سانغا أيضًا، وفقًا للنيابة، بأنها باعت الكيتامين لشخص في آب أغسطس 2019، توفي بعد ساعات جراء جرعة زائدة. وكانت تُعرف بين زبائنها بلقب “ملكة الكيتامين”، إذ استخدمت منزلها في نورث هوليوود لتخزين وتعبئة وتوزيع المخدرات، بما فيها الكيتامين والميثامفيتامين، منذ يونيو 2019 على الأقل.
وبعد سماعها خبر وفاة بيري، حاولت سانغا حذف محادثاتها مع فليمنغ عبر تطبيق “سيغنال”، وحثته على فعل الأمر نفسه، قائلة له: “احذف كل رسائلنا”.
وجاءت صفقتها بعد ثلاثة أسابيع من اعتراف الطبيب سلفادور بلاسنسيا (43 عامًا)، الذي كان يدير عيادة رعاية عاجلة، بأربع تهم تتعلق بتوزيع الكيتامين، وإقراره بأنه قام بحقن بيري بالمخدر في منزله وفي سيارة متوقفة.
كما اعترف طبيب آخر، مارك شافيز (55 عامًا) من سان دييغو، بتهمة التآمر لتوزيع الكيتامين، بعدما اتُهم بتزويد بلاسنسيا بالمخدر.
وأظهرت مستندات المحكمة أن بلاسنسيا كتب ذات مرة رسالة نصية إلى شافيز عن بيري يقول فيها: “أتساءل كم سيدفع هذا الأحمق”.