نجحت البطاطا في أن تصبح أول نبات يُزرع في الفضاء، فاتحةً بذلك الباب لعصر جديد من الزراعة خارج كوكب الأرض، وتمهيدًا لمستقبل قد يشهد إنتاج الغذاء في مستعمرات بشرية على القمر أو المريخ.
تعود جذور هذا الإنجاز العلمي إلى تسعينيات القرن الماضي، عندما أطلقت وكالة ناسا مشروعًا مشتركًا مع المركز الدولي للبطاطا (CIP) في بيرو، بهدف استكشاف قدرة النباتات على النمو في بيئات غير أرضية.
وقد وقع الاختيار على البطاطا تحديدًا، ليس فقط لكونها غنية بالعناصر الغذائية وسهلة الزراعة، بل لأنها قادرة على التكيف مع ظروف قاسية، ما يجعلها مرشحة مثالية لرحلات الفضاء الطويلة.
وفي عام 1995، انطلقت التجربة من على متن مكوك الفضاء “كولومبيا”، حيث تم تصميم بيئة زراعية مصغّرة داخل المقصورة، تحاكي التربة والضغط الجوي والإضاءة اللازمة لنمو النبات. وكانت النتيجة نجاح أول درنة بطاطا في الإنبات خارج كوكب الأرض.
هذا الإنجاز لم يُعتبر مجرد تجربة زراعية ناجحة، بل نقطة تحول في فهمنا لإمكانية الحياة المستقلة في الفضاء، وركيزة أساسية لبناء أنظمة غذائية مستدامة بعيدًا عن الأرض.
ويؤكد العلماء أن زراعة البطاطا في الفضاء تُعد رمزًا لقدرة الإنسان على التكيف والابتكار، وخطوة أولى نحو مستقبل قد لا يقتصر فيه الحصاد على الأرض فقط، بل يمتد ليشمل الكواكب الأخرى أيضًا.