وكالات: تجددت الاحتجاجات المناهضة للهجرة الأحد، والتي انطلقت قبل أسابيع، في عدد من المدن البريطانية، أمام الفنادق التي تؤوي طالبي لجوء. وتواجه حكومة كير ستارمر ضغوطا متنامية بشأن هذا الملف الذي، وفقا لمتابعين ولأحزاب من اليمين المتطرف، بات يكلف الحكومة المليارات من الجنيهات وبدأ يعتبر على رأس هواجس المواطنين البريطانيين.
استمرت الاحتجاجات المناهضة للمهاجرين يوم الأحد في 24 آب/ أغسطس 2025 خارج الفنادق التي تؤوي طالبي اللجوء في جميع أنحاء بريطانيا، بعد يوم من اضطرار الشرطة للفصل بين فريقين من المتظاهرين في مدن عدة مع اشتعال التوتر بسبب سياسات الهجرة.
بعد أن أظهرت استطلاعات رأي أن الهجرة هي أكبر بواعث قلق للمواطنين، تتعرض حكومة حزب العمال البريطاني بزعامة كير ستارمر لضغوط للوفاء بتعهدها إنهاء استخدام طالبي اللجوء للفنادق الذي يكلف مليارات الجنيهات الإسترلينية سنويا.
شهدت بريطانيا احتجاجات منتظمة في الأسابيع القليلة الماضية أمام الفنادق التي تأوي طالبي اللجوء، لأسباب منها المخاوف بشأن السلامة العامة بعد اتهام مهاجر كان يقيم في فندق شرق لندن بالاعتداء الجنسي.
وفي بلدة إيبينج، التي أصبحت نقطة اشتعال للاحتجاجات المناهضة للهجرة، صدر حكم قضائي يوم الثلاثاء في 19 آب/ أغسطس بإبعاد طالبي اللجوء من الفندق، لكن الحكومة تعتزم استئناف الحكم.
ويوم الأحد في 24 آب/ أغسطس، تجمع متظاهرون هناك مرة أخرى، ملوحين بالأعلام البريطانية ورافعين لافتات كتب عليها “إيبينج تقول لا” و “أوقفوا القوارب”، والأخير شعار سياسي لحكومة حزب المحافظين يهدف إلى الحد من عبور المهاجرين للقنال الإنجليزي في قوارب صغيرة.
ارتفاع قياسي بعدد طلبات اللجوء في بريطانيا هذا العام
كذلك تجمع متظاهرون مناهضون للهجرة في مسيرات صغيرة بمدن وبلدات في جميع أنحاء إنكلترا واسكتلندا وويلز. وأظهرت أرقام رسمية أن طلبات اللجوء بلغت رقما قياسيا مرتفعا، إذ تم إيواء المزيد من المهاجرين في الفنادق مقارنة بالعام الماضي.
وخلال 2025، استلمت السلطات البريطانية 111 ألف طلب لجوء، وهي محصلة قياسية تتجاوز تلك المسجلة في العام السابق والتي بلغت 103 ألف طلب.
وقد وضع نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح البريطاني الشعبوي الذي تصدر استطلاعات الرأي الأخيرة، خططا للترحيل الجماعي للمهاجرين الذين عبروا من بّر أوروبا الرئيسي في قوارب صغيرة، إذا ما شكّل حزبه الحكومة المقبلة.
وقال لصحيفة التايمز إنه سيسحب بريطانيا من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، وسيبرم صفقات ترحيل مع دول مثل أفغانستان وإريتريا، وسيبني مواقع احتجاز لما يصل إلى 24 ألف مهاجر.
هذا فيما صرّحت الحكومة أنها ستعمل على إصلاح عملية الطعون الخاصة بطلبات اللجوء لتسريع القرارات، والحد من تراكم القضايا والتخلص التدريجي من استخدام الفنادق لإيواء طالبي اللجوء.