في أقصى الحدود الروسية قرب كازاخستان، يقع أحد أكثر السجون رعبًا وغموضًا في العالم: سجن بلاك دولفين، أو كما يُعرف رسميًا بـ “المستعمرة الجزائية رقم 6”.
هذا السجن ليس مكانًا عاديًا، بل هو ملاذ أخطر وأشرس المجرمين الذين لا يرحمهم القانون.
وعلى عشب السجن أمام مكتب الاستقبال، يقف تمثال الدولفين الشهير الذي صنعه النزلاء بأيديهم، رمزًا غريبًا للحياة وسط الجحيم. داخل الجدران الصلبة، لا تفلت عين من مراقبة السجناء، حيث تنتشر كاميرات الفيديو على مدار الساعة، وينفذ الحراس جولات صارمة كل 15 دقيقة.
كل نزيل محصور في زنزانة صغيرة لا تتجاوز مساحتها 50 قدمًا مربعًا، محمية بثلاثة أبواب فولاذية متتالية، تفصلهم تمامًا عن العالم الخارجي وعن بعضهم البعض، في عزلة قاسية لا تعرف الرحمة.
يُسمح للسجناء بالخروج من زنزاناتهم لمدة 90 دقيقة فقط يوميًا، لكن ليس إلى أي مكان جميل أو مريح، بل إلى ساحة تمرين خرسانية قاحلة، حيث لا حياة ولا ألوان، فقط صمت قاتل وجدران شاهقة تحيط بهم من كل جانب.
وعندما يُنقل أي سجين داخل أرجاء السجن، لا تُترك له أي فرصة للرؤية أو التخطيط، حيث يتم تقييد أيديهم وعصب أعينهم، ويُجبرون على المشي منحنين، محرومين من حتى معرفة تصميم المكان الذي يقيدهم. هذا الإجراء الصارم يمنعهم من التفاعل مع السجناء الآخرين، ويحول دون أي محاولة للهروب أو التلاعب بالحراس.