بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
لقي أربعة أشخاص مصرعهم، بينهم طفلان، خلال الـ24 ساعة الماضية، أثناء محاولتهم عبور القنال الإنجليزية إلى المملكة المتحدة، في حين لا يزال ثلاثة آخرون في عداد المفقودين جراء حادث منفصل قبالة الساحل الفرنسي.
ففي وقت متأخر من ليلة الثلاثاء، وقُبالة ساحل سانغات بشمال فرنسا، غرق قارب مطاطي كان يقل 38 شخصًا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من ركابه.وفي حادث منفصل، اختفى ثلاثة أشخاص آخرين بعد تصادم أو انقلاب قارب يحمل 115 مهاجرًا قبالة نوفشاتيل-هارديلوت، وفقًا للسلطات الفرنسية.
وفي وقت سابق من نفس اليوم، تُوفيت امرأة نُقلت جوًا إلى مستشفى في دوفر بعد إنقاذها من القنال من الجانب البريطاني، وسط إخفاق جهود الطاقم الطبي في إنقاذ حياتها.
تأتي هذه الحوادث المأساوية بعد أيام قليلة من إعلان وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر تعليق برنامج لمّ شمل عائلات اللاجئين، الذي يُعدّ أحد أبرز المسارات القانونية والآمنة التي تُتيح للنساء والأطفال الانضمام إلى أفراد أسرهم المباشرين الحاصلين على صفة لاجئ في المملكة المتحدة.
ووفقًا للسلطات الفرنسية، سجّل الأسبوع الماضي ارتفاعًا حادًّا في محاولات عبور القنال الإنجليزية، خصوصًا على طول ساحل بولون-سور-مير. وفي يوم واحد فقط، الأحد الماضي، نجح 1,097 شخصًا في الوصول إلى الساحل البريطاني على متن 17 قاربًا صغيرًا، في واحدة من أكثر الأيام كثافة منذ بداية العام.
وأفادت وسيلة الإعلام الفرنسية “لا فوا دو نور” أن الضحايا الثلاثة الذين تم التعرف على هوياتهم هم من جنسيات فيتنامية ومصرية، بينما لا تزال هوية المرأة المتوفاة في دوفر قيد التحقق.
وعلّق لوران توفي، محافظ منطقة باد كاليه، على الحوادث بالقول: “كانت ليلة صعبة ومأساوية”، مُضيفًا أن شبكات التهريب تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه المآسي، وأن الدولة عازمة على مكافحتها بكل الوسائل الممكنة.
في المقابل، قدّمت المنظمات غير الحكومية العاملة في منطقة كاليه تفسيرًا مختلفًا لأسباب تزايد الحوادث. وأكد لاشلان ماكري، من منظمة كاليه فود كولكتيف، أن “تزايد وتيرة الدوريات الفرنسية على طول الساحل، إلى جانب غياب المسارات الآمنة والقانونية للوصول إلى المملكة المتحدة، جعل رحلات العبور أكثر خطورة ودموية”.
وأوضح أن العديد من المهاجرين باتوا يُخفون سترات النجاة داخل أكياس قمامة أو تحت البطانيات خوفًا من مصادرتها من قبل قوات الأمن الفرنسية، وهو ما يعرضهم لخطر الغرق في حال حدوث طارئ في عرض البحر.
وأكد إنفر سليمان، الرئيس التنفيذي لمجلس اللاجئين، أن “مقتل أربعة أشخاص، بينهم طفلان، خلال يوم واحد هو خسارة مفجعة وغير ضرورية”.
وأضاف: “لا يخاطر الناس بهذه الرحلة إلا حين يكون ما يفرون منه أكثر رعبًا من البحر نفسه. هؤلاء هم أشخاص فروا من حروب ودمار، وتركوا كل شيء بحثًا عن الأمان”.
وبحسب بيانات المنظمة الدولية للهجرة، فقد لقي 85 شخصًا حتفهم في القنال خلال عام 2024، وفي عام 2025، سُجلت 24 حالة وفاة إضافية حتى 15 أغسطس.
في غضون ذلك، أظهرت أرقام وزارة الداخلية البريطانية ارتفاعًا حادًا في عدد من يعبرون القنال، حيث وصل أكثر من 30 ألف شخص عبر قوارب صغيرة منذ بداية العام، ليصل إجمالي من عبروا منذ تولي حزب العمال الحكم في يوليو 2024 إلى أكثر من 50 ألف شخص.
ويأتي ذلك في ظل تطبيق الاتفاق الثنائي الجديد بين بريطانيا وفرنسا المعروف باسم “واحد يدخل وواحد يخرج”، الذي بدأ تنفيذه في أغسطس، ويُلزم إعادة مهاجر واحد من بريطانيا إلى فرنسا مقابل السماح بدخول آخر تُقبل قضيته للجوء.
من جهته، قال متحدث باسم الحكومة البريطانية: “نحن على علم بالتقارير المتعلقة بحادث في القنال ضمن المياه الإقليمية الفرنسية. وتتولى السلطات الفرنسية قيادة الاستجابة والتحقيق. ولن ندلي بأي تعليقات إضافية في هذه المرحلة”.