في أمسية فنية لا تُنسى، تألق الفنان السوري الشامي على خشبة المسرح الأثري بقرطاج مساء الأربعاء 10 سبتمبر/أيلول، حيث تحوّل حفله إلى حدث جماهيري ضخم امتلأت خلاله المدرجات عن آخرها، فيما لم يمنع تساقط المطر آلاف الحاضرين من انتظار نجمهم لساعات طويلة والترحيب به بحفاوة كبيرة.
استهل الشامي الحفل بأغنية “جيناك” التي أشعلت حماس الجمهور، قبل أن يتنقّل بين أعماله المعروفة مثل “يا ليل ويالعين” و”صبرا”، وسط موجة من التصفيق والهتافات. ولم يتوقف التفاعل عند هذا الحد، بل ردّد الجمهور معه كلمات أشهر أغنياته ومنها “دكتور” و”وين” و”بلاكي” في أجواء بدت وكأنها احتفال جماعي.
السهرة حملت طابعاً استعراضياً مميزاً، إذ قدّم الشامي رقصاته الشهيرة التي تحوّلت إلى لوحات بصرية على وقع الإيقاع، خصوصاً خلال أدائه لأغنيتي “وين” و”بتهون”، وهي المقاطع التي سرعان ما اجتاحت مواقع التواصل لتصبح حديث المتابعين.
الحدث تميّز أيضاً بلحظة خاصة جمعت الشامي بالفنان التونسي مرتضى فتيتي، الذي حضر الحفل وقدّم له العلم التونسي، فرفعه الشامي وسط تفاعل مؤثر من الجمهور، في مشهد عكس قوة العلاقة بينه وبين تونس، ولم يغب الجانب الإنساني عن الأمسية، إذ حرص الشامي على التفاعل المباشر مع جمهوره، وظهر وهو يحتضن الأطفال ويلتقط معهم اللحظات بطريقة عفوية أضفت مزيداً من الدفء على السهرة، وفي لقاء صحافي قبل الحفل، علّق الشامي قائلاً: “أن أقف على مسرح قرطاج هو حدث استثنائي، لم أتوقع أن يتحقق بهذه السرعة. هذه التجربة تترك أثراً كبيراً في حياتي، وأنا ممتنّ لتونس ولجمهورها الذي منحني هذه الفرصة التاريخية”.