قبل 100 عام، تغيّر مجرى التاريخ على يد شاب بسيط اسمه غافريلو برينسيب.
كان برينسيب فتى فقيرًا ينتمي إلى عائلة من الفلاحين في صربيا، عاش حياة صعبة مليئة بالتحديات. في عام 1914، كان من بين ستة شباب مكلفين من قبل منظمة “القبضة السوداء” الوطنية باغتيال ولي العهد النمساوي-المجري فرانز فرديناند، الذي كان يزور سراييفو.
في ذلك اليوم المشؤوم، وبعد أن حاول أحد رفاقه إلقاء قنبلة على موكب الأرشيدوق دون نجاح، وجد غافريلو نفسه بالصدفة في مكان غير متوقع — داخل دكان صغير يشتري سندويشًا لسد جوعه. عندما أخطأ سائق السيارة طريقه، ومر بالقرب منه مباشرة، لم يتردد غافريلو في سحب مسدسه وإطلاق رصاصتين على ولي العهد وزوجته، مما أدى إلى مقتلهما.
كان عمره لا يتجاوز 19 عامًا، وكان يحمل مسدسًا بلجيكيًا نصف أوتوماتيكيًا لم يكن في الأصل يخطط لاستخدامه، لكن الصدفة قادته إلى أن يكون سببًا في حادثة قلبت مجرى التاريخ. بعد اعتقاله، حاول الانتحار بابتلاع سم، لكنه نجا وتم سجنه في ظروف قاسية، حيث قضى سنواته الأخيرة يعاني من مرض السل الذي أدى إلى بتر ذراعه ووفاته قبل نهاية الحرب العالمية الأولى.
قصة غافريلو ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي قصة شاب فقير وجائع، أُجبره القدر والظروف على أن يصبح فاعلًا في أكبر أزمة عرفها العالم الحديث، حتى لو ظل اسمه مجهولًا بالنسبة لمعظم الناس.