في فيلم Ice Road Vengeance، يقدم ليام نيسن تجربة تمثيلية تحمل بصمة نضج واضحة، حيث يظهر النجم الإيرلندي المخضرم بشخصية مايك، الرجل الذي يخوض رحلة محفوفة بالمخاطر لتنفيذ وصية شقيقه الراحل، عبر نثر رماده على قمة إيفرست.
الفيلم، من تأليف وإخراج جوناثان هانسلايغ، يتميز بإخراج محكم وتصوير سينمائي مميز ينقل المشاهد إلى قلب الطبيعة القاسية في نيبال، مع مشاهد بانورامية تحبس الأنفاس، تم تصويرها في مواقع متفرقة بأستراليا، مما أضفى واقعية وقوة على الأحداث.
السيناريو يطرح قصة وفاء تتحول إلى معركة حياة أو موت، حيث يجد مايك نفسه في وسط صراع محلي بين عائلة نيبالية وعصابة تحاول الاستيلاء على أراضيها بالقوة، وهذا الصراع يضيف بُعدًا دراميًا معقدًا، لكنه أحيانًا يعاني من بعض التبسيط في معالجة مشاهد الأكشن، خاصة تلك التي تتعلق بانقلاب الشاحنات وكسر الجليد، حيث جاءت الحلول السينمائية سهلة ومبتذلة مقارنةً بحجم التوتر والإثارة المصطنعة في هذه المشاهد.
رغم هذه النقاط، يبقى أداء ليام نيسن محور قوة الفيلم، حيث يبرهن النجم في الـ73 من عمره على قدرة هائلة في تقديم الدور بذكاء وحنكة.
نيسن لا يعتمد هذه المرة على المشاهد القتالية اليدوية فقط، بل يبرز مهارته في التصويب وحركاته المدروسة التي تخلق توازنًا بين القوة والواقعية، فشخصيته تحمل الكاريزما التي تجعل الجمهور يشعر بالأمان والتعاطف، ما يعكس نضجًا في الأداء رغم تقدم السن.
الإخراج المتقن لهانسلايغ والتصوير السينمائي الذي يسلط الضوء على الطبيعة القاسية، يدعمان قصة الفيلم، ويمنحانها عمقًا بصريًا يجعل من رحلة مايك أكثر واقعية وتأثيرًا.
في النهاية، رغم بعض نقاط الضعف في حبكة الأكشن، يبقى Ice Road Vengeance فيلمًا يستحق المشاهدة، خاصة لمحبي ليام نيسن الذين يقدرون قوة الحضور والتمثيل الناضج في إطار من الإثارة والمغامرة.