بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
أعلن عمدة نيويورك إريك آدامز انسحابه من السباق الانتخابي لرئاسة البلدية والمقرر في نوفمبر، لتبرز بذلك فرصة زهران ممداني، المرشح الديمقراطي المعروف بدعمه للقضية الفلسطينية، كخيار قوي بين الناخبين.
وقد تؤثر الأحداث في غزة على المزاج العام للمقترعين، ما قد يزيد من فرص ممداني ويقلص حظوظ خصومه المؤيدين لإسرائيل.
ممداني يتصدر السباق
أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة، بما في ذلك استطلاع أُجري في سبتمبرالجاري، أن دعم آدامز كان محدودًا جدًا بنسبة 9% فقط بين الناخبين المحتملين، بينما تصدّر ممداني السباق بنسبة دعم تتراوح بين 42 و45%. وحتى لو انتقل كل دعم آدامز إلى المرشح أندرو كومو، فإن ذلك لن يكفي لمواجهة ممداني، الذي من المتوقع أن يفوز بنسبة 51-52% من الأصوات وفقًا لاستطلاعات يوليو الأخيرة.
كما أظهر استطلاع شبكة نيويورك للتضامن أن غالبية الناخبين اليهود كانوا ضد ممداني، لكنه مع كل اللاعبين في السباق حصل على أكبر نسبة دعم بينهم (37%)، مقارنة بـ25% لآدامز و21% لكومو.
ترامب يرحب بانسحاب آدامز
رحّب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بانسحاب آدامز من السباق، معتبرًا أن الخطوة “ستخدم أندرو كومو”، مضيفًا: “أظن أن هذا يمنح كومو فرصة أفضل بكثير، وأنا أرحّب بذلك”.
وأفادت صحيفة “واشنطن بوست” بأن آدامز لم يعلن حتى الآن تأييده لأي مرشح آخر بعد انسحابه، رغم أنه يخوض الانتخابات حاليًا كمرشح مستقل بعد انتخابه سابقًا كعضو في الحزب الديمقراطي.
ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس”، قد يمنح انسحاب آدامز دفعة لحملة كومو، الذي يُصنَّف ضمن التيار الوسطي ويقدّم نفسه كخيار وحيد قادر على منافسة ممداني، إلا أن انتقال قاعدة أنصار آدامز لدعمه يبقى غير مضمون، وقد لا يكون كافيًا لإحداث تأثير كبير على نتائج السباق.
وفي مقطع فيديو، وجّه آدامز انتقادات ضمنية إلى منافسيه السابقين، ممداني وكومو، قائلاً: “يجب على سكان نيويورك أن يكونوا حذرين من أي سياسي أو حركة سياسية تدّعي أنه ينبغي علينا هدم الأنظمة التي بنيناها معًا على مر الأجيال، لتمهيد الطريق أمام نظام جديد غير مجرَّب يقوده من يصفون أنفسهم بالمُنقذين”.
واعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” هذا التصريح إشارة واضحة إلى ممداني.
اتهامات متبادلة بين المرشّحين
بعد انسحاب آدامز، قال ممداني: “تركيزنا، على عكسهم هم، لن يكون على السياسيين الآخرين.. نحن سنركز على سكان نيويورك، على معاناتهم، وعلى حقيقة أن واحدًا من كل أربعة يعيش في فقر.. هذا ما سنركز عليه، وهذا ما سنبني حملتنا عليه، ومن أجلهم سنعمل ونقدّم النتائج.”
من جانبه، حثّ أندرو كومو الناخبين على التصدي لما وصفه بـ”القوى المتطرفة”، في إشارة واضحة إلى ممداني، قائلاً عبر منصة “إكس”: “نواجه قوى متطرفة مدمرة قد تخرّب مدينتنا عبر الجهل أو سوء الإدارة، لكن لا يزال أمامنا الوقت لوقفها”.
انقسام داخل الجالية اليهودية
يُعرف آدامز بدعمه القوي لإسرائيل، بينما يُثير ممداني قلق بعض منظمات المجتمع اليهودي بسبب دعمه “حركة مقاطعة إسرائيل” وعدم إدانته لبعض شعارات الاحتجاج المناهضة للدولة العبرية.
ومع ذلك، تشير الاستطلاعات إلى أن الناخبين وضعوا قضايا الجريمة وتكاليف المعيشة على رأس أولوياتهم، حيث اعتبر 76% من المستطلعة آراؤهم القضايا المحلية العامل الأهم، بينما جاء موقف المرشح من إسرائيل ومعاداة السامية في المرتبة السابعة بين أولوياتهم.
حتى بين مؤيدي ممداني، كان موقف الأخير من إسرائيل هو القضية السابعة في الأهمية، بينما تمثلت أولوياتهم في تكاليف المعيشة. وأظهرت النتائج أن اليهود الشباب والعلمانيين يفضلون ممداني، بينما يميل اليهود الأكبر سنًا والمحافظون نحو كومو، ويستمر دعم اليهود الأرثوذكس لآدامز.
حملة ممداني ومرجعيتها الشعبية
ووفقًا لـ”واشنطن بوست”، فقد وصلت حملة ممداني مؤخرًا إلى الحد الأقصى للإنفاق الانتخابي في نيويورك، البالغ 8 ملايين دولار، بمتوسط مساهمة 25 دولارًا فقط للفرد الواحد.
ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم حملته، دورا بيكيتش، قولها: “حملتنا تقوم على التبرعات الصغيرة من سكان نيويورك المستعدين لطيّ صفحة السياسات التقليدية، في حين أن خصومنا يخدمون مصالح أصحاب المليارات الذين تسببوا في أزمة القدرة على تحمل تكاليف المعيشة في هذه المدينة”.