اعلان
يواجه المسافرون المتجهون إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع مفاجأة غير مرحب بها: إغلاق حكومي آخر، وهو العاشر منذ عام 1976، والأول في الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، والثالث خلال فترتي رئاسته.
بدأ الإغلاق في الأول من تشرين الأول/أكتوبر بعد فشل المشرعين في واشنطن في تمرير مشروع قانون التمويل. ورغم أن الجمود السياسي يتمحور في الكابيتول هيل، فإن آثاره بدأت بالانتشار في مختلف أنحاء البلاد، متسببة في تعطيل حركة السفر.
تواصل الرحلات الجوية والبحرية عملها بشكل طبيعي، لكن العديد من مناطق الجذب السياحي الممولة من الحكومة الفيدرالية بدأت تغلق أبوابها، وتعمل المتنزهات الوطنية بخدمات محدودة، فيما يسود الارتباك خطط المسافرين. وإلى جانب الإزعاج الذي يواجهه الزوار، يستعد قطاع السياحة الأميركي لتكبد خسائر كبيرة.
وتشير تقديرات “جمعية السفر الأميركية” إلى أن الإغلاق قد يستنزف نحو 920 مليون يورو أسبوعيًا من اقتصاد السفر، ما يؤثر ليس فقط على شركات الطيران والفنادق، بل أيضًا على المؤسسات الصغيرة التي تعتمد على حركة السياحة.
هل ستتأثر الرحلات الجوية؟
تعمل الرحلات الجوية بشكل طبيعي في الوقت الحالي. ويُعد مراقبو الحركة الجوية وموظفو “إدارة أمن النقل” (TSA) من الفئات الأساسية، لذا يواصلون عملهم رغم عدم تلقيهم رواتبهم مؤقتًا.
لكن الخبراء يحذرون من أن استمرار الإغلاق قد يؤدي إلى نقص في عدد الموظفين، وطوابير انتظار أطول، وتأخيرات محتملة.
كما تم تعليق بعض المهام غير الأساسية لـ”إدارة الطيران الفيدرالية” (FAA)، بما في ذلك إصدار الشهادات وموافقات السلامة ومشاريع البنية التحتية. وربما لا يلحظ المسافرون أثر ذلك فورًا، لكن كلما طال الإغلاق، زادت احتمالات الاضطرابات — من تمدد فترات التفتيش الأمني إلى مشكلات مراقبة الحركة الجوية بسبب قلة الكوادر.
هل تعمل سفن الرحلات البحرية؟
تستمر الرحلات البحرية من الموانئ الأميركية كالمعتاد. فالموظفون الفيدراليون الأساسيون مثل أفراد خفر السواحل ووكلاء الحدود يواصلون عملهم، رغم أن العديد من الموظفين المساندين لعمليات السفن السياحية لا يتقاضون أجورهم حاليًا.
وتقتصر التأثيرات الكبرى على الرحلات التي تشمل محطات توقف في المتنزهات الوطنية.
زيارة المتنزهات الوطنية
تظل المتنزهات الوطنية مفتوحة جزئيًا، ولكن مع قيود كبيرة، ويبقى الوصول إلى المناطق المفتوحة مثل الطرق والمسارات والنصب التذكارية متاحًا، بينما تُغلق المرافق التي تحتاج إلى موظفين، مثل مراكز الزوار والمعالم التذكارية. ففي “جرس الحرية” في فيلادلفيا، على سبيل المثال، مُنع السياح من الدخول في اليوم الأول من الإغلاق، وفق ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس”.
وتبقى وجهات شهيرة مثل يوسمايت وييلوستون وتمثال الحرية مفتوحة، لكن بخدمات محدودة.
وأكد مكتب السياحة في ولاية يوتا أن المتنزهات الوطنية الخمسة في الولاية وهي “أرتشز”، و”برايس كانيون”، و”كانيونلاندز”، و”كابيتول ريف”، و”زايون” ستظل مفتوحة أيضًا.
وينصح المسؤولون الزوار بمتابعة المصادر الرسمية لمواكبة آخر التطورات، إذ حذرت وزارة الداخلية من احتمال إغلاق بعض المناطق بالكامل في حال وجود مخاطر تتعلق بالسلامة أو البيئة.
وتتجاوز آثار الإغلاق الزوار إلى العاملين في المتنزهات؛ إذ تم تسريح نحو 64 في المئة من موظفي “خدمة المتنزهات الوطنية”، أي ما يقارب 9300 موظف. وتفاقم هذه الخطوة آثار التخفيضات السابقة التي تركت العديد من المتنزهات تحت ضغط كبير.
وفي وقت سابق من العام، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” بأن عدد موظفي المتنزهات الوطنية انخفض بنسبة 24 في المئة. وقال بيل ويد، المدير التنفيذي لـ”رابطة حراس المتنزهات الوطنية”، في حديث للإذاعة الوطنية العامة، إنه يخشى أن يواجه المزيد من الموظفين خطر الفصل المباشر.
ما هي المتاحف المغلقة؟
سيجد الزوار في واشنطن العاصمة وعدد من المدن الأميركية الأخرى أن العديد من المتاحف الممولة فيدراليًا مغلقة. ويشمل ذلك الأرشيف الوطني و”نصب واشنطن التذكاري”، إلى جانب عشرات المواقع الأخرى، وفقًا لمكتب السياحة الرسمي.
وذكرت إحدى مستخدمات موقع “ريديت” التي كانت تخطط لزيارة “مكتبة الكونغرس” أنها “شعرت بالحزن” حين علمت بإغلاقها لأجل غير مسمى.
ورغم أن معظم المتاحف الفيدرالية أغلقت أبوابها، ستظل بعض متاحف “سميثسونيان” وحديقة الحيوان الوطنية مفتوحة مؤقتًا بفضل الأموال المتبقية، حتى السادس من تشرين الأول/أكتوبر كحد أقصى. أما المتاحف الممولة من القطاع الخاص، فلن تتأثر.
وهناك بعض الأخبار الإيجابية لعشاق الفنون؛ إذ تستمر العروض المسرحية والحفلات الموسيقية كما هو مخطط لها. حتى “مركز جون إف كينيدي للفنون الأدائية” يواصل فعالياته، وإن بعدد أقل من الموظفين.
ما الذي تأثر أيضًا؟
قد يواجه من ينتظرون الحصول على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة تأخيرات إضافية.
فعلى الرغم من استمرار السفارات والقنصليات الأميركية في تقديم الخدمات الأساسية، حذر “مجلس الهجرة الأميركي” من أن انخفاض عدد الموظفين قد يؤدي إلى تراكم الطلبات وإبطاء المعالجة.
وفي المجمل، تقتصر الاضطرابات الحالية على هذه المجالات، لكنها تبقى كبيرة التأثير بالنسبة للعديد من المسافرين. فمع أن الرحلات الجوية والبحرية ما زالت تعمل، فإن انخفاض إمكانية الوصول إلى المتاحف والمتنزهات (وهي من أبرز أسباب زيارة الولايات المتحدة) يشكل مصدر إزعاج واضح.
وينصح المسافرون بمتابعة المواقع الرسمية للحصول على آخر التحديثات المتعلقة بالإغلاق قبل وضع خطط السفر.