بعد أكثر من عقد من الرعب المتواصل، يأتي فيلم “The Conjuring: Last Rites” ليضع نقطة الختام في ملحمة الزوجين إد ولورين وارن، مقدماً نهاية تليق بسلسلة أعادت تعريف الرعب السينمائي في العصر الحديث.
ورغم التقييمات النقدية المتباينة التي حصدها الفيلم، حيث نال 59% على “روتن توميتوز”، فإن الجمهور استقبله بحفاوة، مسجلاً 78% على “بوب كورن ميتر”، مما يعكس الانقسام التقليدي بين النظرة الفنية والنكهة الجماهيرية.
إخراجياً، يوقّع مايكل شافيس على عمل متقن بصرياً، يوازن فيه بين الأجواء الكلاسيكية التي اشتهرت بها السلسلة واستخدام ذكي للإضاءة والظلال لخلق توتر نفسي مستمر.
مشاهد الرعب لا تعتمد فقط على القفزات المفاجئة، بل تستثمر في بناء متأنٍ للقلق، وهو ما يجعل التجربة أكثر عمقاً وإقناعاً.
أما السيناريو، فيُعد أحد أبرز نقاط قوة الفيلم، فإلى جانب الأحداث الخارقة، يسرد الفيلم قصة وداع إنساني مؤثر لزوجين أثّرا في وجدان المشاهدين لعقد كامل.
إد ولورين، كما جسّدهما باتريك ويلسون وفيرا فارميغا، لا يظهران فقط كصيادي أشباح، بل كزوجين يواجهان نهاية رحلة طويلة، بنضج ودفء.
يمزج “Last Rites” بين الواقعية المستمدة من ملفات حقيقية لعائلة سمورل، والبُعد العاطفي الذي يثري السرد، ليمنح الجمهور جرعة من الرعب المتقن والمشاعر الصادقة.
إنه وداع يليق بعالم حفر اسمه في تاريخ السينما، وأثبت أن الرعب، حين يُصنع بشغف، يمكن أن يلامس القلوب بقدر ما يثير القشعريرة.