كشفت دراسة نُشرت في مجلة “PLOS One” ما يحدث داخل الدماغ أثناء حالة “توتونو” اليابانية، وهي حالة ذهنية فريدة تجمع بين الاسترخاء العميق والصفاء الذهني، غالبًا ما يُبلغ عنها بعد جلسات متكررة من الساونا، يليها الغمر في الماء البارد، ثم الراحة.
استخدم الباحثون تخطيط الدماغ الكهربائي (EEG) واختبارات سلوكية لقياس النشاط العصبي والتغيّرات المزاجية، وتوصّلوا إلى أن الساونا تُعيد تشكيل وظائف الدماغ بطريقة لافتة. لوحظت زيادة في موجات “ثيتا” و”ألفا”، وهي نفس الأنماط الدماغية التي تُسجَّل خلال التأمل، في حين تحسّنت سرعة الاستجابة لدى المشاركين وانخفض معدل ضربات القلب.
اللافت في النتائج أن الدماغ أصبح أكثر كفاءة من دون أن يفقد حالة اليقظة، ما يطعن في الفكرة الشائعة التي تفترض أن الاسترخاء والإنتاجية نقيضان. الساونا هنا لا تهدئ الجسد فقط، بل تُعيد ضبط الدوائر العصبية بشكل يعزز الأداء الذهني.
الخلاصة هو أنه يمكن اعتبار جلسات الساونا القصيرة بمثابة زر إعادة تشغيل للدماغ، تجمع بين فوائد التأمل وقدرة ملموسة على رفع الأداء العقلي، ما يفتح آفاقًا جديدة للعناية بالصحة النفسية والدماغية على المدى الطويل.