بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الأربعاء، إن على أوروبا أن تطوّر أساليبها التقليدية في الدفاع، لمواجهة ما وصفته بـ”الحرب الهجينة” التي تشنها روسيا.
وجاءت تصريحات فون دير لاين خلال خطاب ألقته أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، حيث قالت، في إشارة إلى حوادث اختراق الطائرات المسيّرة لأجواء عدد من الدول الأوروبية: “شيء خطير وغير مسبوق يحدث في سمائنا.. هذه ليست مضايقات عشوائية، بل حملة منسقة ومتزايدة تهدف إلى زعزعة استقرار مواطنينا، واختبار صلابتنا، وتقسيم اتحادنا، وإضعاف دعمنا لأوكرانيا”. وأضافت: “لقد حان الوقت لنسمي الأمور بمسمياتها: هذه حرب هجينة”.
ما هي الحرب الهجينة؟
تعرَّف “الحرب الهجينة” بأنها صراع يستخدم فيه الخصم أساليب قتالية متعددة، في ميادين مختلفة بشكل متزامن. ويُعدّ الباحث العسكري الأمريكي فرانك هوفمان من أبرز من طوّر هذا المفهوم، إذ أصدر عام 2007 وثيقة توقّع فيها أن تتطور طبيعة الصراعات المستقبلية لتتسم بمزيج من التكتيكات التقليدية وغير النظامية، مع اعتماد التخطيط والتنفيذ اللامركزي.
وتشمل الحرب الهجينة عدة مجالات في آن واحد: السياسية والعسكرية والإلكترونية والإعلامية، إضافة إلى استخدام جماعات غير نظامية، وخوض “حروب قانونية”، والتلاعب بالأنظمة أو التدخل في الانتخابات في الدول المستهدفة.
المسيرات ومشروع الحارس الشرقي للناتو
كانت قد شهدت كل من بولندا وإستونيا ورومانيا الشهر الماضي خروقات جوية، في حين رُصدت طائرات مسيّرة مجهولة في الدنمارك وألمانيا وبلجيكا.
وردًا على ذلك، فرضت كوبنهاغن الأسبوع الماضي حظرًا مؤقتًا على رحلات الطائرات المسيّرة، بينما أطلق حلف شمال الأطلسي (الناتو) برنامجًا يحمل اسم “الحارس الشرقي” (Eastern Sentry) لمعالجة الثغرات في الدفاعات الجوية للدول الأعضاء فيه.
بدورها، اقترحت فون دير لاين إنشاء “جدار من الطائرات المسيّرة” لحماية أوروبا من روسيا، وهي مبادرة أثارت جدلاً واسعًا بشأن مدى جدواها والتكاليف الباهظة المحتملة لتنفيذها.
موسكو تهدف إلى “زرع الانقسام”
وعن استجابة أوروبا للانتهاكات الجوية، قالت فون دير لاين: “حادثان قد يقعان صدفة، لكن عندما تحدث ثلاثة أو خمسة أو عشرة حوادث، فذلك يعني أننا أمام حملة متعمدة وموجهة ضد أوروبا، ويجب على أوروبا الرد عليها”.
ورغم أن رئيسة المفوضية لم تصرّح صراحة بأن تلك الطائرات روسية، على خلاف ما قالت مسؤولة السياسة الخارجية كايا كالاس في الجمعية العامة للأمم المتحدة وعدة مسؤولين أوروبيين آخرين، فإنها اتهمت موسكو بالسعي إلى “زرع الانقسام” في أوروبا.
تطوير أساليب الدفاع التقليدية
أضافت السياسية الألمانية: “مواجهة الحرب الهجينة التي تشنها روسيا لا تقتصر على الدفاع التقليدي، بل تتطلب عقلية جديدة منّا جميعًا. يمكننا إما أن نتراجع ونشاهد التهديدات الروسية تتصاعد، أو أن نواجهها بالوحدة والردع والحزم”.
وشددت فون دير لاين على أن حماية الحدود الشرقية لأوروبا غير كافية، مشيرة إلى أن التصدي للحرب الهجينة يشمل أيضًا تطوير برمجيات الطائرات المسيّرة، وتأمين قطع غيار خطوط الأنابيب، وتشكيل فرق استجابة سريعة للهجمات السيبرانية، إلى جانب حملات توعية عامة.
ومن المقرر أن يعقد الاتحاد الأوروبي قمة في بروكسل في وقت لاحق من هذا الشهر، لوضع “خارطة طريق” تهدف إلى إعداد التكتل لمواجهة التهديدات الروسية في السنوات المقبلة.