فكما فشلت تل أبيب في استشعار الخطر قبل هجوم حماس، يرى الكاتب والخبير الأميركي مايك غالاغر في مقال بصحيفة “وول ستريت جورنال” أن الولايات المتحدة مهددة بتكرار الخطأ ذاته في تعاملها مع الصين.
يقول غالاغر وهو الرئيس السابق للجنة مواجهة الحزب الشيوعي الصيني في الكونغرس، والرئيس الحالي لقطاع الدفاع في شركة “بالانتير تكنولوجيز”، إن إسرائيل دفعت ثمن اطمئنانها الزائف، وإن على واشنطن أن تتعلم الدرس قبل أن تواجه “لحظة الحساب” الخاصة بها.
يكتب غالاغر: “الهجوم الذي شنّته قوات حماس قبل عامين على إسرائيل كشف درسا جوهريا: الحرب المفترضة يمكن أن تقع فعلاً. حتى إذا كنا مستعدين نظريا، فإن سنوات السلام قد تجعلنا نغفل عن الواقع”.
ويضيف أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعاملت مع غزة كمشكلة يمكن إدارتها دبلوماسيا، تماما كما تتحدث الولايات المتحدة اليوم عن الصين وأزمة تايوان كقضية “مؤجلة إلى الغد ثم جاء الغد”.
هل تقع أميركا في الفخ ذاته مع الصين؟
يؤكد غالاغر أن بكين تُظهر بوضوح استعدادها للحرب، تماما كما فعلت حماس قبل هجومها.
ورغم أن الحزب الشيوعي الصيني ليس “حماس”، إلا أن التشبيه قائم، برأيه: “كما راقبت إسرائيل من تل أبيب توسع ترسانة حماس أمام أعينها، نحن الآن نراقب من واشنطن وطوكيو وتايبيه بناء الصين لأسطول غزو واختبارها للدفاعات الجوية. فكم من الأدلة نحتاج بعد”.
الخطوط الحمراء ليست وردية
يقدّم غالاغر الدرس الثاني، قائلاً إن عدم إنفاذ الخطوط الحمراء يعني فتح الباب أمام الكارثة.
يقوا: “في إسرائيل، تحوّلت ’الخطوط الحمراء‘ إلى مجرد خطوط وردية، ومع كل اختبار من حماس أو حزب الله، تقلص الردع شيئًا فشيئًا. أما في الولايات المتحدة، فنواجه اختبارات مشابهة من الصين في بحر الصين الجنوبي، ومن روسيا عبر الطائرات المسيّرة والاختراقات السيبرانية”.
ويحذّر الكاتب من أن تجاهل هذه الاختبارات يسبب وهمًا بالهدوء اليوم مقابل خطر أكبر غدا.