في خطوة لافتة، اختارت الفنانة اللبنانية كارول سماحة أن تكون أول من يقدم أعمال زياد الرحباني التي لم تُنشر في حياته، عبر أغنية جديدة بعنوان “ما بتنترك وحدك”، من كلمات وألحان زياد الرحباني وتوزيعه الموسيقي، لتُصبح الأغنية أول جسر بين غيابه الحزين وصوته المستمر.
إنها ليست مجرد أغنية جديدة طرحتها كارول، بل قراراً يحمل أبعادًا فنية وثقافية، إذ تُعيد إلينا زياد الرحباني، أحد أكبر الأسماء في الموسيقى العربية الحديثة.
ولم تنتظر كارول أن يخف الحديث عن رحيل زياد الرحباني، الذي غاب عن عالمنا في تموز/يوليو 2025، بل قررت أن تُبقي صوته وموسيقاه في الواجهة، عبر عمل فني أصيل يحمل توقيعه الكامل، وهو ما يعد بحد ذاته موقفاً يُحسب لها، لأنها لم تتعامل مع الإرث كأرشيف صامت، بل ككائن حيّ يجب أن يُستكمل.
كارول سماحة كانت أول العائدين إلى أعمال زياد الرحباني التي لم ترَ النور بعد، وبخطوتها هذه، قالت كارول – ومن دون أن تقول – إن بعض الأسماء لا تغيب، وإن هناك موسيقى لا تموت، وإن الفن لا يُدفن، وإن الذين كتبوا بأرواحهم ولحّنوا من وجدانهم، باقون طالما هناك من يُصغي.
“ما بتنترك وحدك” لحظة فنية وإنسانية نادرة تُحاكي الذاكرة، وتُربّت على القلوب التي لم تشبع من زياد الرحباني بعد.
من كان بحجم زياد الرحباني، لا يموت فعلياً، بل يتحول إلى ذاكرة حيّة في وجدان الناس، وحضور مستمر في نبض الفن.