وثقت الأمم المتحدة وقوع أكثر من 2400 انتهاك خطير بحق الأطفال في سوريا خلال عام 2022، وفقاً للتقرير السنوي للأمين العام عن الأطفال والنزاع المسلح.
وبحسب التقرير الذي اطّلعت عليه وكالة “الأناضول”، تم رصد أكثر من 2407 انتهاكات خطيرة بحق الأطفال في سوريا خلال العام الماضي.
تجنيد 1270 طفلاً
وأشار التقرير إلى أن 1270 طفلاً تم تجنيدهم في سوريا العام الماضي من قبل حزب العمال الكردستاني PKK المصنف على قوائم الإرهاب في تركيا وأوروبا، وأذرعه في سوريا المتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) ووحدات حماية الشعب (YPG).
وأوضح أن PKK كان مسؤولاً عن تجنيد 637 طفلاً من الحصيلة الكلية، فيما جنّدت ميليشيا قسد 633 طفلاً آخرين.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في التقرير إنه قلق إزاء تجنيد الأطفال في سوريا، داعياً إلى إطلاق سراح جميع الأطفال والتوقف عن تجنيدهم.
مقتل 2985 طفلاً
وذكر غوتيريش أن الأمم المتحدة تحققت من انتهاكات جسيمة ضد 13,469 طفلاً، بينهم 2985 قتلوا، في 24 دولة ومنطقة واحدة، بحسب وكالة “أسوشيتد برس”.
وتشمل الانتهاكات الجسيمة تجنيد المقاتلين الصغار، والقتل والإصابة، والعنف الجنسي، والاختطاف، والهجمات على المدارس والمستشفيات.
وِأشار الأمين العام إلى أن الانتهاكات بحق الأطفال زادت خلال العام في عدة دول، منها سوريا ولبنان وليبيا والسودان، لافتاً إلى أن سوريا من الدول التي شهدت أكبر عدد من الانتهاكات.
تجنيد وتعذيب الأطفال
وكانت “شبكة رصد لحقوق الإنسان” قد وثقت في تقرير الشهر الماضي ارتفاع أعداد حالات اختطاف الأطفال وتجنيدهم من قبل ما تُسمى ميليشيا (الشبيبة الثورية) التابعة لقسد، موضحة أن بعض الأطفال يتعرضون للتعذيب الجسدي والاعتقال في السجون فقط لأنهم طالبوا بالعودة إلى بيوتهم وذويهم.
وأشارت الشبكة إلى أن الوضع يتجه من سيّئ إلى أسوأ، وأعداد المخطوفين تزداد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، مؤكدة أن على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية تحمل مسؤولياتهم تجاه تلك الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال والمراهقين التي ترتكبها ميليشيا قسد.
فيما كشفت شبكة “باس نيوز” بوقت سابق أن تنظيمات تابعة لـ”PKK” بمناطق سيطرة ميليشيا قسد نجحت في تجنيد الآلاف من أبناء المنطقة لصالح الحزب، لافتة إلى أن الرقم يُقدر بثلاثة آلاف لا يشمل الأطفال الذين جنّدتهم “قسد” لصالح معاركها في سوريا.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” ولجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة، قد اتهمت قسد بتجنيد الأطفال واستخدامهم في أدوار قتالية وغير قتالية على نطاق واسع، فيما وثقت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” ما لا يقل عن 49 حالة تجنيد لأطفال بمناطق ما تُسمى بـ”الإدارة الذاتية” خلال عام 2022.