تعرض مسرحية “قبل آخر صفحة” على مسرح بيريت في جامعة القديس يوسف طريق الشام، وهي من كتابة جورج درويش، بطولة الممثل والكاتب رالف س. معتوق والممثلة والإعلامية مي سحاب، إخراج مازن سعد الدين، ويستمر عرضها حتى نهاية شهر تشرين الأول.
تدور أحداث المسرحية حول كاتب يدعى حلمي عبد الساتر، يجسد شخصيته رالف س. معتوق، يعيش في عالمه المضطرب، ويعاني من التوتر نتيجة عجزه عن إنجاز الصفحة الأخيرة من روايته الرابعة. كما أنه متأثر بوالدته التي ما زالت تعامله كطفل صغير، بالرغم من إبتعادها وهجرتها إلى كندا.
وتجسد مي سحاب شخصية شكبازوف، الحبيبة التي تسعى إلى الفوز بقلبه، ولا تتوانى عن مواجهته، إلى حد أنها أصبحت مرآة نفسه.
أدخل الكاتب جورج درويش المشاهد إلى عالم الروائي الخاص، وأبرز أزماته الأدبية والنفسية، والمخرج مازن سعد الدين قدم عملاً يتميز بالديناميكية والتشويق.
أحداث المسرحية تبرز دور المرأة في حياة الروائي حلمي عبد الساتر، فهو حفظ ملاحظات ونصائح والدته، ويشعر بالذنب لأنه لم يحقّق لها أحلامها، فإختار أن يكون روائياً بدلاً من أن يكون محامياً أو كاتب عدل. شكبازوف هي بطلة روايته، وأصبحت رفيقته الدائمة، لكنه يصل إلى حد التخلص منها، لتصبح حياته أشبه بسجن.
قدّم رالف س. معتوق دوراً مركّباً بإحتراف وعفوية، وأدت مي سحاب دورها بإتقان وحرفية، وقد أبهرا الحضور.
مسرحية “قبل آخر صفحة” عمل متكامل يستحق تقدير كل فريق العمل.
موقع الفن إلتقى مي سحاب ورالف س. معتوق، وكان لنا معهما هذان الحواران.
مي سحاب
كيف تصفين عملكِ في مسرحية “قبل آخر صفحة”؟
العمل رائع، فأنا محاطة بفريق محترف جدًا. أتابع دائماً أعمال رالف س. معتوق ومازن سعد الدين، وأحب التعاون معهما. في مسرحية “قبل آخر صفحة” تعرفت على الكاتب جورج درويش، وهو شخص رائع من حيث الأخلاق والمهنية.
هل هذه المسرحية تشكل عودتكِ إلى المسرح بعد غياب؟
طُلب مني الحلول مكان سينتيا كرم في عروض إضافية لمسرحية “شو يا قشطة”، لأن سينتيا كانت حينها مرتبطة بعمل آخر، وعندما عُرض عليّ الدور ترددت للوهلة الأولى، لأنه كانت مضت خمس سنوات لم أمثل خلالها على المسرح، وذلك منذ أن توقفت عروض مسرح جورج خباز، لكن فريق العمل والمخرج رياض شيرازي شجعوني ودعموني، وشعرت أني أمثل للمرة الأولى، وحضرت سينتيا أحد العروض، وفي النهاية بكينا معاً.
هل يمكن القول إن مي سحاب عادت إلى مجال التمثيل؟
نعم عدت ولن أغيب بعد اليوم، وأشارك حالياً في مسلسل كوميدي بعنوان “المستور” من إخراج شادي حنا، وهو عمل مشترك يشارك فيه ممثلون لبنانيون وممثلون سوريون، وكل حلقة منه هي قصة جديدة، وسوف يعرض في شهر رمضان المقبل.
كيف يتفاعل الأطفال مع حصة التمثيل التي تعطينهم إياها؟
لدي نقطة ضعف تجاه الأولاد، وحصة التمثيل التي أعطيها أسبوعياً تسمح لي بالإطلاع على قصصهم ومشاكلهم، ولاحظت أن الأمر ينعكس على إنتاجيتهم. البعض يستخف بمادة التمثيل، لكنها مادة أساسية تسمح للأطفال بتطوير شخصياتهم، وتعلمهم كيفية الدفاع عن أنفسهم وتطوير الثقة بأنفسهم.
كيف يتفاعل إبناكِ كونكِ مشهورة؟
هما يشجعاني على المشاركة بالأعمال، حتى لو إقتضى الأمر أن أتغيب عن المنزل لثلاثة أشهر، وهما يعلمان أنني أتلقى عروضاً كثيرة وأختار القليل منها. تقول لي إبنتي حين تشاهد عملاً تلفزيونياً “يا ريتك هون”. وأحياناً أُسمعهما الرسائل الصوتية التي تتضمن عروض عمل تلقيتها ورفضتها. إبنَي هما أولويتي، وبعد أن كبرا أصبح العمل في المسرح متاحاً لي، لأنني أستطيع أن أتركهما لساعات وأعود.
كيف أثرت عليكِ وفاة الفنان الكبير زياد الرحباني؟
ما يحزنني أن زياد الرحباني أصبح حديث الساعة بعد وفاته. يوم زفافي سخر مني أصدقائي، لأنني إستعنت بأغنية له لرقصة الزفاف. أنا نشأت على أغاني زياد ومسرحياته وتاريخه، وعند وفاته كانت المرة الأولى التي أبكي فيها على أحد بعد وفاة زوجي. ما يحزنني هو أنني لن أنتظر اي إصدار له، وأتمنى أن تكون لديه أعمال لم تطلق بعد.
رالف س. معتوق
إعتاد الجمهور على كتابة رالف س. معتوق لمسرحياته، ما الذي حصل هذه السنة؟
إتخذت القرار هذه السنة بأن أبتعد عن الكتابة والتمثيل لتكون فترة إستراحة. وحين عرض عليّ الكاتب جورج درويش النص أعجبت به، وكأنها كانت إشارة إلى إلغاء فكرة الإستراحة والمضي بالعمل.
هل تدخلت في النص؟
أدخلت بعض التعديلات البسيطة.
ماذا عن الديناميكية في العمل؟
النص مكتوب بهذا الشكل، والمخرج مازن سعد الدين سلط عليه الضوء، كما أن العلاقة بيني وبين مي سحاب مميزة، وهذا ما ساهم في إبراز الكيمياء بيننا على المسرح.
لماذا إخترت مي سحاب لدور البطولة؟
عندما قرأت النص شعرت أن الدور مناسب لها على كل المستويات من حيث العمر والشكل والأداء. مي سحاب ممثلة قديرة، وهي رحبت بالفكرة، وتم التعاون بيننا.
ماذا عن تعاونك المستمر مع المخرج مازن سعد الدين؟
المخرج مازن سعد الدين يملك لمسته الخاصة، وهو حريص على التقيد بالنص المكتوب على الورق. تتميز علاقتتنا بالتفاهم، وهذا الأمر لا يعني أنني لن أتعاون مع مخرجين آخرين، وهو كذلك يرغب بالتعاون مع غيري من الكتّاب، طالما هناك طاقة جميلة موجودة.
