في موسمٍ دراميٍّ يزدحم بالأسماء والعناوين، يطلّ لقاءٌ فنيٌّ جديد بين باميلا الكيك ومعتصم النهار، ليمنح المشهد دفعةً من الأمل والتجدّد، إذ لا يبدو هذا التعاون مجرّد مصادفة إنتاجية أو تلاقٍ عابرٍ بين نجمين، بل خطوة مدروسة تجمع بين أداء فنيّين يمتلك كلٌّ منهما لغته الخاصة وقدرته على تحويل الشخصية إلى كيانٍ ينبض بالحياة.
من جهةٍ، تُجيد باميلا الكيك التلوّن في الأداء، إذ اعتدنا عليها في أدوارٍ تحمل الكثير من الإحتراف والتمرّد، لكن حضورها الكوميدي لا يقلّ براعة. بذكائها الفطري وإحساسها المرهف، تعرف كيف تُدخل الضحكة من باب الموقف لا المبالغة، وتمنح الشخصية أنوثةً واقعية لا تنفصل عن قوتها. تمتلك باميلا تلك القدرة النادرة على جعل المشاهد يضحك وفي الوقت نفسه يتأمل، فيرى خلف كل مشهد طريف شيئًا من الحقيقة.
أما معتصم النهار، فهو الممثل المتألق القادر على خوض كل أنواع الأدوار ببراعة، سواء كانت دراما رومانسية جادّة، تراجيديا مؤثرة، أو كوميديا مرحة. بعد سلسلة من الشخصيات التي حملت عمق العاطفة والتراجيديا، أثبت معتصم أن التنوع الفني هو توقيعه الخاص، وأنه يجيد رسم المشاعر بكل تفاصيلها.
وفي رمضان المقبل، سيطلّ من جديد على الجمهور في عمل كوميدي جديد، بعد النجاح الكبير الذي حققه في مسلسل “لعبة حب”، الذي تميّز بشخصياته المتقنة وشارك فيه كل من شكران مرتجى ونور علي، حيث قدّمت شكران دوراً رائعاً نال جوائز عدة، بينما أضافت نور علي لمسة مميزة جعلت العمل أكثر ثراءً وحيوية.
ويُتوقع أن يكون حضور معتصم وشخصيته وجماله بمثابة إضافة قوية إلى نجاح هذا العمل، ليشكل مع باقي فريق العمل تجربة فنية متكاملة تنبض بالحياة والكوميديا، ورغم القلق الطبيعي تجاه الجديد والخوف من خيبة الأمل، تبقى الثقة في موهبته كبيرة، فالجمهور ينتظر أن يقدم عملًا أكثر إشراقًا ومتعة من السابق، مؤكداً مرة أخرى أنه مسرّح للإبداع في كل نوع من الأدوار.
معتَصم في هذا العمل لا يكتفي بإسعاد الجمهور، بل يقدّم صورة الرجل العادي الذي يعيش تناقضاته اليومية ببساطة وصدق، ما يجعله أقرب إلى كل بيت ومشهد مألوف من حياتنا.
العمل المرتقب يبدو كمساحة لقاءٍ بين العفوية والتمثيل، إذ يتقاطع أداء باميلا الغنيّ بالحسّ الداخلي مع حضور معتصم الهادئ المعبّر، في توليفة قادرة على تقديم كوميديا راقية لا تستخفّ بعقل المشاهد. فهما معًا يقدّمان نموذجًا مختلفًا للعلاقات الإنسانية ،علاقة مبنية على التفاصيل الصغيرة التي نصادفها يوميًا “عدم التفاهم، المواقف العفوية، المشاعر المتقلبة، والمفارقات التي تجعل الحياة أكثر خفة.
هذا التعاون المنتظر بين الكيك والنهار يَعِد بعملٍ يُعيد التوازن إلى الدراما الاجتماعية، من خلال إحياء الكوميديا الراقية التي تُضحك بذكاء وتُلامس القلب، فالهدف ليس فقط الإضحاك، بل التقاط نبض الواقع بروحٍ مرحة ولغةٍ صادقة، تعيد المشاهد إلى جوهر الحياة كما هي، بكل تناقضاتها وجمالها.
وفي زمنٍ تتكاثر فيه الأعمال المكرّرة، يأتي هذا اللقاء ليقدّم جرعة مختلفة من الفنّ، مزيجًا من الضحك، والحنين، والواقعية، يصنعه نجمَان يمتلكان الخبرة، الحسّ، والقدرة على إيصال المعنى من دون تكلّف.
شكرًا لشركة “إيغل فيلمز” على هذا الاختيار في رمضان 2026، لكن حكمنا العادل سيكون بعد أن يكتمل المشهد وتُعرض حلقات المسلسل أمام الجمهور.
