اكتشف فريق من العلماء أن الضوء الأزرق يمكن أن يسرّع من شيخوخة الخلايا، ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى موتها.
هذا ما تمت ملاحظته على ذبابة الفاكهة دروسوفيلا، وهو ما يثير قلق الباحثين الذين يخشون أن تكون التأثيرات مشابهة على البشر.
في إطار تجربة علمية، قسّم الباحثون ذبابة الفاكهة (دروسوفيلا) إلى مجموعتين: مجموعة شاهد لم تتعرض للضوء الأزرق، وأخرى عُرِّضت له بشكل مباشر.
سجّل العلماء فروقات واضحة في مستويات المواد الأيضية المستقلبات داخل خلايا المجموعتين. هذه المستقلبات هي مركّبات عضوية أساسية لضمان عمل الخلايا بشكل سليم، فهي تشكّل ما يشبه الآلة الداخلية التي تتيح لها أداء وظائفها الحيوية.
لكن عند الذبابات المعرضة للضوء الأزرق، لاحظ الباحثون اضطرابًا في مستويات هذه المواد، خصوصًا في خلايا الجلد والدهون.
كما رُصد انخفاض ملحوظ في مادة “الغلوتامات”، وهي عنصر ضروري يساهم في نقل الإشارات العصبية بين الخلايا العصبية.
حتى اليوم، كان يُعتقد أن الضوء الأزرق يؤثر فقط على جودة النوم من خلال اضطراب إفراز هرمون الميلاتونين. لكن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تكشف تأثيرًا مباشرًا على الخلايا نفسها. مع ذلك، لا يوجد حتى الآن دليل قاطع على أن التأثيرات نفسها تصيب الإنسان، خصوصًا أن ذبابة الفاكهة في التجربة تعرّضت إلى مستويات من الضوء الأزرق تفوق بكثير ما نتعرض له يوميًا.
غير أن الباحثين يلفتون إلى أن العمليات الكيميائية داخل خلايا الإنسان تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة لدى الذباب، ما يثير مخاوف من احتمالية وجود تأثير مشابه. لهذا، يعمل العلماء حاليًا على جمع المزيد من البيانات حول الأضرار المحتملة الناتجة عن التعرض الطويل لهذا النوع من الضوء.
وقد تساهم هذه النتائج في تطوير وسائل حماية مستقبلية، مثل نظارات أو عدسات مخصّصة لتصفية الضوء الأزرق.
نصيحة هامة
من الأفضل الحدّ من استخدام الأجهزة التي تصدر الضوء الأزرق، خصوصًا قبل النوم، لأن تأثيرها على الجسم والعقل لا يزال موضع بحث واهتمام علمي واسع.
المصدر Science et Vie
