كتبت – مروة السيد – وكالات : أعلنت شركة بورشه الألمانية عن خسائر تشغيلية تقترب من مليار يورو في الربع الثالث، في انعكاس واضح لتراجع أداء الشركة الذي طالما تميز بالصلابة والربحية العالية.
وتواجه الشركة الألمانية، التي تعد إحدى أبرز أيقونات صناعة السيارات الرياضية الفاخرة، مرحلة دقيقة في تاريخها الحديث، بعد أن أصدرت ثلاثة تحذيرات متتالية بشأن الأرباح خلال عام 2025.
وبحسب تقرير نشرته مجلة «الإيكونوميست»، فإن هذا التراجع يأتي بعد الاستقالة المفاجئة لأوليفر بلومه، الذي شغل منصب الرئيس التنفيذي لكل من «بورشه» و«فولكس فاجن»، منذ الطرح الأول للاكتتاب العام في عام 2022.
وأنهى بلومه مسيرته في ظل ضغوط متزايدة من المستثمرين بشأن قدرته على إدارة شركتين تمرّان بتحديات كبيرة، ليخلفه مايكل لايترز، الرئيس التنفيذي السابق لشركة «ماكلارين» البريطانية، والذي سيتولى مهامه رسمياً في الأول من يناير المقبل.
ورغم أن «بورشه» تمثل جزءاً صغيراً من مجموعة «فولكس فاجن»، فإنها كانت في السابق المحرك الأساسي لأرباح المجموعة.
وتجدر الإشارة إلى أن «بورشه» باعت في عام 2022، نحو 314 ألف سيارة من أصل 8.5 مليون سيارة للمجموعة، لكنها ساهمت بأكثر من ربع الأرباح التشغيلية.
أما اليوم، فتتوقع الشركة أن تتراجع هوامش أرباحها التشغيلية إلى ما بين الصفر و2% فقط، بعد أن كانت تتراوح بين 15 و18% خلال العقد الماضي.
فيما هبطت قيمتها السوقية إلى نحو 40 مليار يورو، أي نصف قيمتها عند الإدراج قبل ثلاث سنوات.
ويواجه لايترز ثلاثة تحديات رئيسية مع بداية ولايته،أولها إعادة تقييم استراتيجية التحول نحو السيارات الكهربائية، إذ تراجع الإقبال على السيارات الرياضية العاملة بالبطاريات عن توقعات الشركة، ما دفعها إلى التخلي عن هدفها السابق بأن تمثل السيارات الكهربائية 80% من مبيعاتها بحلول عام 2030.
وسيُطرح طراز «ماكان» الكهربائي بالكامل العام المقبل، لكن النسخة العاملة بالوقود لن تكون جاهزة قبل عام 2028، فيما تسبب تعديل خطة تطوير الطراز الرياضي الفاخر الجديد، ليتاح بنسخ هجينة أو تعمل بالوقود، في تأجيل إطلاقه لعدة سنوات وزيادة تكاليفه.
أما التحدي الثاني فيكمن في سوق الصين، التي كانت أكبر أسواق «بورشه» سابقاً، إذ تراجعت مبيعاتها هناك إلى نحو 40 ألف سيارة هذا العام مقارنة بـ93 ألفاً في 2022، وسط منافسة حادة من شركات محلية مثل «شاومي» التي تقدم سيارات كهربائية بأسعار أقل بكثير.
كما أظهرت التجربة أن أنظمة المعلومات والترفيه الأوروبية أقل تطوراً من توقعات المستهلكين الصينيين.
ويضاف إلى ذلك تحدٍ ثالث يتمثل في الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة بنسبة 15% على السيارات الأوروبية، ما قد يكلف «بورشه» نحو 700 مليون يورو هذا العام.
وأكد التقرير أنه بين ضغوط الأسواق وتباطؤ التحول الكهربائي، تبدو مهمة لايترز في إعادة الزخم إلى «بورشه» أشبه برحلة على طريق وعر مليء بالمنعطفات الحادة.

