هي إبنة وطن الأرز الأصيلة المتمسكة بلبنان، رغم كل الظروف الصعبة التي مرّت على اللبنانيين، ولا زالت تمر عليهم. القلم هو رفيقها المفضل في كل الأوقات، والذي تحمله لتترجم على الورق كل ما يجول في خاطرها من أفكار، ولتترك للتاريخ حكاية وطن رفض أن يستسلم، وإن تعثر مرات عديدة، ينهض مجدداً وكأن شيئاً لم يكن.
في رصيدها مؤلفات عديدة، كتبت فيها عن الإيمان والوطن والأرض والعائلة والحب والفرح والحزن..، لم تترك موضوعاً إلا وكتبت عنه بأسلوبها الفريد، فرأينا أنفسنا في كتاباتها، لأنها تكتب بقلمها ما أردنا أن نقوله بأصواتنا.
نذكر من مؤلفاتها “بحر الهواجس”، “أمواج صاخبة”، “نحت على النجوم”، “زمن بلا أيام”، “بيروت يا عشقي”، “منجل الحصاد”، “تغريدات الصبا”، “محطات من قطار الزمن”، “همسات عابرة سبيل” و”لبنان حِكم وعِبر”.
إنها الأديبة ماري تريز فرّا التي كرّمها منبر زحلة الثقافي الاجتماعي، في حفل مميز، حضره المطران عصام درويش والسيدة منى الهراوي، بالإضافة إلى شخصيات دينية وسياسية وقانونية، وعدد كبير من أهل الأدب والفكر والإعلام والفن، وممثلين عن المجتمع المدني والأندية الثقافية، ومتذوقي الكلمة الراقية من أبناء زحلة والبقاع ومختلف المناطق اللبنانية.
بعد ترحيب مقدمة الحفل الزميلة جوسلين عازار، وهي نائبة رئيس منبر زحلة الثقافي الاجتماعي البروفيسور أنطوان ساروفيم، بكل الحضور، قالت: “اخترنا أن نكرّم ماري تريز المنيّر فرّا لأنها لم تكتب بالكلمات فحسب، بل كتبت بروحها، وجعلت من القصيدة وطناً يتسع لنا جميعاً”.
وأضافت: “حضورها في الجمعيات كالجمعية المسيحية للشابات والحركة التطوعية اللبنانية ونادي باخوس الاجتماعي ولبنان أرض مقدسة، ليس عملاً تطوعياً، بل امتداداً طبيعياً لروح ترى في العطاء شكلاً آخر من الشعر، وفي الخدمة وجهاً آخر من القصيدة”.
بعدها أنشدت السوبرانو ماريا مطر النشيد الوطني اللبناني، ثم عرض فيديو عن مسيرة الأديبة المكرّمة ماري تريز فرّا، من إعداد وتنسيق الزميلة ربيعة براكس غنطوس، مونتاج رودي جميل غنطوس.
ثم كانت كلمة رئيس منبر زحلة الثقافي الاجتماعي البروفيسور أنطوان ساروفيم، الذي قال: “أيها الحضور الكريم، أيتها النحلة، لم تنفك طيور السماء تنهل من رحيق تجلياتكِ، تحملها إلى البعيد، أنتِ التي بنيتِ من زقزقة البلابل قصور فرح وإيمان. يراعكِ نسيم ربيع مرّ في محيّاكِ، أزهرت حقولنا قصائد، فلمِ يخجل الشوق من ذاته؟ بعضه مرّ بقربكِ أصبح وردة”.
وأضاف: “أيتها النحلة، تمتشقين بين أصابعكِ منجلاً، تخطفين من سلالة الورود قطعاناً من نسائم لبنان، تتهافت الورود بين أحضانكِ، أولستِ أنتِ إكسير الجمال والإبداع؟”
البروفيسور فايز الحاج شاهين تحدث عن الصداقة العائلية التي تجمع بينه وبين الأديبة ماري تريز فرّا وأشقائها، وعن الصداقة التي كانت تجمع الأديبة المكرّمة وشقيقته الراحلة سميرة.
وأضاف: “أذكر أن شقيقتي كانت معجبة بالأستاذة ماري تريز، وكانت تتكلم عن شخصيتها وذكائها وأناقتها. إن هذه الأناقة التي كانت محط إعجاب بنات جيلها ليست مستغربة، فهي الإبنة الوحيدة للمرحومين حنا وسلمى المنيّر، والإبنة الوحيدة لها مكانة خاصة في مجتمعنا. يضاف إلى ذلك أنها تحمل اسماً ملوكياً هو اسم ماري تريز والذي كانت تحمله إمبراطورة النمسا، وعادةً ما يؤثر الاسم على المسمى. إن الأستاذة ماري تريز لا تزال تتمسك بالأناقة حتى اليوم، لا بل أنها وصفت حبها الأوحد الذي خصصت له قصيدة بأنه فارس متأنق”.
وتناول في كلمته القيمة الفكرية في كتابات الأديبة ماري تريز فرّا.
ثم قرأت المربية جولييت فهد الهندي باقة من قصائد الأديبة المكرّمة.
بعدها أطل الشيخ وديع الخازن بكلمة مصوّرة بسبب تغيبه عن الحفل بداعي السفر، وقال: “ماري تريز فرّا هي امرأة جعلت من القلم رسالة ومن الشعر صلاة.. هي التي أحبت تراب لبنان حتى العظم ورفضت أن تهجره رغم العواصف. كتبت من قلبها وذاكرتها.. منذ باكورة أعمالها، مروراً بمجموعاتها الشعرية والنثرية أثبتت أن الأدب عندها فعل مقاومة وموقف عميق”.
وأضاف متحدثاً عن كتاباتها: “هي أم تخاطب بناتها وأحفادها، وتستعيد ذكريات الطفولة والأيام المرة والحلوة، لتؤكد أن الأمل، مهما عصفت الرياح، يبقى أقوى من اليأس.. إنها باختصار سيدة الكلمة التي غمست القلم وكتبت بصدق بإيمان وبحب لا يعرف المساومة”.
رئيسة تحرير موقع الفن سفيرة الإعلام الهادف هلا المر قالت: “كم هي جميلة زحلة، وكم هي كبيرة بوجودكم، كم هو جميل شارع مار الياس الذي ولدت فيه، ورقم سجلي 9، كم أحب هذه المدينة التي هي أكبر مدينة مسيحية في الشرق الأوسط”.
وأضافت: “عندما أردت أن أستضيف الأديبة ماري تريز فرّا في مقابلة عبر موقع الفن، فتحت كتب فيكتور هوغو وبول فرلان، لأجمع منها قصائد وأقوالاً، ولكني عدت وسألت نفسي “لماذا أبحث في كتب الشعراء لأحكي مع شاعرة أشعر أنها أهم وأنبل من أي شاعر أجنبي؟” أشعر أن كلمتها وقصيدتها أصبحتا وطني لبنان. في مقابلتي معها إنتقدت هي الفاسدين وتكلمت عن لبنان بقوة، وأنا تعجبت لأن الضيوف عادة يجمّلون الأمور ويسايرون كل الناس، أما هي فليست كذلك، فلقد قالت الحقيقة، ورغم أني أعرفها منذ وقت طويل بسبب إبنتيها الإعلاميتين نادين وسابين، لكن خلال مقابلتي معها أدركت أن بيننا حكاية محبة عن إرادة. أستذكر الشاعر الكبير سعيد عقل، الذي كنا نحضر معه ومع الأديبة ماري تريز فرّا في الأمسيات الشعرية التي كانت تقيمها خالتي الأديبة والمؤرخة مي مرّ كل يوم ثلاثاء، والذي قال “صحيح يسوع المسيح ما قال ولا نكتة، بس كان مهضوم”، ماري تريز فرّا لا تروي نكتاً، لكن الابتسامة لا تفارق وجهها”.
وختمت: “في ظل الضوضاء، قلم مار تريز فرّا يحكي الحقيقة، وهي تكتب القصيدة التي هي الوطن، وتتحدث عن رسالة سامية وهي العائلة. عندما هاجرت كل إبنة من بناتها إلى وطن بعيد، لم تكن تدرك ماري تريز فرّا أن في كل منزل في لبنان لديها ولد من أولادها يحبها وينتظرها، كل اللبنانيين فتحوا لها منازلهم وانتظروها، لأنها في كل كلمة تكتبها تقاوم الظلم والقهر والفقر والجوع، وتترك مكان هذه الأمور الرجاء والفرح والمحبة والكلمة الصادقة”.
وفي محطة فنية راقية، رنمت السوبرانو ماريا مطر ترنيمة Ave Maria، وترنيمة “الوردة السرية” من كلمات ماري تريز فرّا، لحن التينور جوني عواد.
بعدها كانت كلمة مدير عام غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع يوسف جحا، الذي قال: “أيتها الشاعرة الغالية ماري تريز، تقولين في أحد كتبكِ لولا قلمي ودفتري لأصبحت تائهة في الخيال، لولا قلمي لما استمريت في الكتابة والابداع، لولا قلمي لما فكرت يوماً في البقاء، هو عوني وسندي. نعم، إنه سندكِ أيتها الشاعرة الزحلية الرصينة، ففي قلمكِ نجد الصدق والرقي وواقعية الكلمة، نجد في داخلكِ وأعماقكِ حقيقة الزحلي الأصيل، العِلم والفكر، العنفوان والتألق”.
وأضاف: “ذكرّتني أبياتكِ بقصة زحلية معبرة، رواها لي والدي، رحمه الله، وهي أنه في أواخر القرن الثامن عشر، ذهب جدة لأبيه الشيخ خليل جحا، مع كوكبة من الزحليين الشباب إلى فلورنسا في إيطاليا، وذلك ضمن التبادل الثقافي معها الذي كان سائداً بعد زياة الأمير فخر الدين إليها، وما تبعها من زيارات وفود شكلت نقاط تحول في العِلم والفن ونهضة العمران، وكان أحد مواضيع الدروس، إلى جانب تعلم اللغة، الكتابة وقتال الرماح والسيوف باليد وبأصابع الأرجل. لقد صدمتني الفكرة، وتساءلت عن مغزاها، لماذا في الأرجل أيضاً؟ فأجابني “في عام 1777، ومع احتدام المعارك والحروب التي عانت منها زحلة، كانت جدك خائفاً ككثيرين من الزحليين، أن تُبتر يده في المعارك، فينقطع عن الكتابة، وعن قلمه وسنده”.
وختم: “تذكرتكِ أيتها الأديبة، شاعرة الأحاسيس والوطنية، المُحبة للقلم والفكر، إبنة العِلم والثقافة والابداع، فأنتِ كما كتبتِ، قلمكِ هو عونكِ وسندكِ”.
الإعلامي ريكاردو كرم، الذي تغيّب عن الحفل بسبب سفره المفاجئ، أطل بكلمة مصوّرة، وقال: “في عز هذا الزمن الصعب، في زمن الخوف والشكوك والتعب والظلم، في زمن الحرب التي لم تنتهِ في داخلنا، يبقى هناك أشخاص مثل ماري تريز فرّا يذكرونني لماذا لا زلنا نحب لبنان. ماري تريز أو ميتسا، ليست فقط شاعرة، هي إنسانة مؤمنة، صديقة وطنية حقيقية، طوال عمرها تحكي الحقيقة من دون خوف، من دون مساومة وبصوت عالٍ”.
وأضاف: “أعرفها منذ ثلاثين عاماً، رأيت فيها شغف الحياة وحب المعرفة، والفضول الذي لا ينتهي، هي حاضرة في كل معرض، في كل ندوة، في كل لقاء، وفي كل عمل ثقافي، فني، مسرحي، غنائي، وبكل جمعة فيها فكر وثقافة وجمال”.
وختم: “ميتسا أنتِ لا تتكررين، أنتِ مدرسة في الحياة، والقيم والنبل والمحبة، اليوم يكرمونكِ، ولكن الحقيقة هي أننا نحن المكرمون لأنكِ في حياتنا، ولأن حبكِ للبنان هو حب حقيقي. ماري تريز فرّا، يا إبنة زحلة ووجه لبنان الجميل من قلبي أقول لكِ “أحبكِ، وكلنا نحبكِ، ونفتخر بكِ، أنتِ البسمة التي تبقى بعد كل عاصفة”.
الصحافي فارس الجميل قال في كلمته: “الأديبة ماري تريز فرّا وأنا نجتمع تقريباً عدة مرات كل أسبوع في مسيرة صلاة من منزلها في سن الفيل إلى كنيسة القديسة ريتا وكنيسة مار أنطونيوس البدواني، ونصلي ونشارك في القداس. شغف ماري تريز فرّا في الكلمة ليس له حدود، وكل جملة تكتبها تحمل معها صدقاً ومحبة وكِبراً لا يمكن وصفها”.
وأضاف: “مرات عديدة كنا نمشي ونصلي، وتخطر في بالها فكرة، في مشهد مر أمامها أو خاطرة وردت في بالها، تجدها أمسكت بالقلم والورقة وتدوّن ما يخطر في بالها، لأنها تعتبر أن الكلمة هي وليدة اللحظة، وعندما تذهب اللحظة تفقد الكلمة معناها الحقيقي والنفس الذي إنطلقت فيه، لذلك نشعر في كتاباتها أننا نعيش معها لحظات مرت بها وبقيت محفورة في القلب والوجدان، وهي فعلت هذا الأمر الذي يميز كتاباتها وهو الصدق، ولطالما كانت تتأخر في إنجاز الكتب التي كانت تحضرها، لأنها كانت تنتظر أن تتدفق الأحاسيس من تلقاء نفسها، وتُكتب بنبض روحها قبل القلم والورقة”.
بعدها قدمت الزميلة ربيعة براكس غنطوس الأديبة المكرمة ماري تريز فرّا، وقالت: “لبنان قدرها، بيروت عشقها وزحلة حبيبتها. سيدة متألقة تألق الشمس في صدر السماء، مباركة ببركة سماوية، رقيقة شفافة كزهرة برية، جمعت في اسمها حنان أمنا مريم العذراء وعذوبة القديسة تريزيا الطفل يسوع، فكانت هذه الخلطة المميزة من الطيبة والبراءة والحنان”.
وأضافت: “حديثها أنيق وجلستها ممتعة، قلبها كبير مفعم بالمحبة واللهفة، واسع لكثرة المحبين والأصدقاء، يتدفق منه الخير كسهل البقاع الخصيب فتنبت على لسانها أجمل القصائد. شاعرة مرهفة، حروفها لافتة وكأنها غزلتها بخيوط شرايينها ونحتتها على ضوء القمر، فابثقت أنوراً من الجمال والعاطفة”.
الأديبة ماري تريز فرّا شكرت منبر زحلة الثقافي الاجتماعي على تكريمها، وكل الحضور، وقالت: “أشكر كل الحضور فرداً فرداً، وأشكر منبر زحلة الثقافي الاجتماعي الذي أضاء على مسيرتي، ونظّم هذا الحفل الكبير، وأشكر أعضاء منبر زحلة، وكل من آمن بأن الكلمة أحدّ من السيف ولا زالت تجمعنا وتوحدنا”.
وأضافت: “من هنا من زحلة مدينة الشعر والأدب والبطولات والكأس والإيمان، مدينة الكنائس الستين التي تقرع أجراسها دقة واحدة، أقف اليوم ليس كشاعرة، بل كإنسانة أحبت وتألمت وغمست قلمها بدم قلبها وكتبت”.
وتابعت: “زحلة يا زحلة إنتِ مش بس مدينة إنتِ قصيدة، وتر، عود، لحن مكتوب بالكرامة والعز والشموخ. يا زحلة، إجوا الأحباب من كل لبنان كرمالك، إنتِ بكل شارع فيكِ بيت شعر، وبكل نسمة فيكِ قافية. اليوم عندما أُكرَّم يُكرَّم كل وجع كتبته عن هذا الوطن، كل لحظة حب عشتها، وكل بيت شعر كُتب بدم القلب وبالذاكرة والروح. هذه المسيرة لم أعشها بمفردي، بل عشتها معكم مع ناسي وأحبابي. أشكر مدينتي زحلة التي لها فضل كبير عليّ، وأهلي وعائلتي، ورفاق الدرب الطويل الذين عشت معهم الحلو والمر في هذا البلد الذي تألم كثيراً ولا زال يتألم، وكل شخص كان شمعة في درب القصيدة. هذا التكريم أعادني إلى طفولتي، لأن الإنسان أينما كُرّم لا يكون التكريم مثل تكريمه في بلدته وجذوره وفي المكان الذي خلق وتوفي فيه أجداده. أحبكم جميعاً”.
وختمت: “إذا كانت الكلمة تُخلق من الوجع، ويصبح الوجع لحناً وقصيدة، إن رحلت القصيدة وغابت أعود إلى زحلة التي تخلقني من جديد، تكتبني. هنا في زحلة خُلقت الحروف، وهنا كان الحلم بعيداً، لكن أمامكم اليوم عاد الحلم وصار قريباً وأكيداً، وأملنا الكبير هو تقديس الطوباوي بشارة أبو مراد الزحلي الأصيل”.
وقدّم منبر زحلة الثقافي الاجتماعي درعاً تكريمياً للأديبة المكرّمة ماري تريز فرّا، عربون تقدير لعطائها الشعري المميز، واختُتم الحفل بكوكتيل جمع الحضور حول الأديبة المكرّمة.
موقع الفن كانت له هذه الكلمات الخاصة.
الأديبة ماري تريز فرّا قالت: “قلبي كبير جداً، فلو مهما كّرمت، إذا لم أُكرَّم في مدينتي فكأني لم أتكرّم، وأنا اليوم أكرّم في مكاني الأساسي. أحن إلى زواريب زحلة والطفولة وأيام الولدني، أيام البولفار والبردوني، إلى الشرقية، ويسوع الملك ودير مار الياس الطوق جارنا”.
وأضافت: “أهدي تكريمي هذا إلى وطني وعائلتي، وإلى رئيسة تحرير موقع الفن هلا المر، وأقول لها الحمد لله على سلامتها بعد العملية الجراحية التي خضعت لها مؤخراً”.
وفي إجابة عن سؤالنا: “قلتِ لي العام الماضي تعليقاً على الأوضاع في لبنان: “ظهر بصيص أمل، أتمنى أن يستمر، وألا نصدم بتوقفه، فقد بدأ النور يظهر من داخل النفق الطويل”، اليوم ماذا تقولين؟”، أجابت: “لا زلنا في مرجوحة بين أمل وبين يأس، كيف تميل؟ لا أحد يعلم”.
كما كشفت لنا الأديبة ماري تريز فرّا، أننا على موعد معها ككل عام في شهر كانون الأول المقبل، لتوقيع كتاب جديد لها، وقالت: “هناك كتاب جديد بعنوان “ويبقى لبنان قدري وموطني”، سأوقعه في “بيت الطبيب” في التحويطة”.
البروفيسور أنطوان ساروفيم رئيس منبر زحلة الثقافي الاجتماعي قال: “نحن نكرّم الشاعرة ماري تريز فرّا لأننا وجدنا فيها كل الصفات التي يمكن أن تكون موجودة في شخص مبدع، أعطى ويعطي، على الرغم من تقدمه بالعمر، والذي لم يمنعها من أن تكون قادرة على أن تعطي إبداعاً، ونحن أخذنا على عاتقنا أن نكرّم مبدعين وهم على قيد الحياة، لأنه يجب أن نقول لهم “شكراً لكم”.
وعن ما لفته في كتابات ماري تريز فرّا قال: “كتاباتها فيها الجملة التي تدخل إلى القلب، وهي تكتب الجملة مثلما تفكر فيها ومن دون تصنع، وهذا ما يعطيها الدفء والحنان اللذين نراهما في المرأة التي تكتب ليس بقلمها، بل قلبها، ومن يكتب بقلبه يكون صادقاً”.
البروفيسور ميشال جحا قال: “ماري تريز فرّا هي إنسانة مميزة جداً، هي الرقم واحد، وصاحبة قلم لا يعرف إلا الحقيقة والجمال والكرامة والوطنية”.
وأضاف: “أتمنى لها العمر الطويل، وأن تبقى دائماً إكليل نصر لكل أدباء لبنان والمشرق العربي، وهي تستحق تكريم اليوم وعن جدارة”.
السيدة منى الهراوي قالت: “أهنئ الشاعرة ماري تريز فرّا بتكريمها اليوم من منبر زحلة الثقافي والاجتماعي، وهي تستحق هذا التكريم”.
وأضافت: “هي شاعرة وتهتم بالشعر والأدب، ولقد عملت أيضاً في المجال الإنساني، ويحق لها أن تكرَّم من أهل زحلة. أتمنى لها كل التوفيق، أطال الله في عمرها”.
الدكتورة نادين فرّا زخم، إبنة الأديبة ماري تريز فرّا، والتي حضرت خصيصاً من لوس أنجلوس لتشارك والدتها فرحتها في تكريمها، قالت: “تعجز الكلمات عن وصف فرحتي اليوم، أنا سعيدة جداً، خصوصاً أن والدتي تكرّم في زحلة، وهي المدينة التي تعشقها، وهي إبنتها وتربت فيها وفي بيروت، وهي تعشق كل لبنان”.
وأضافت: “كل ما كتبته والدتي جميل جداً، عن زحلة طبعاً، وعن بيروت عندما وقع إنفجار المرفأ، عدا عن كتاباتها عن الحب والغزل، بالإضافة إلى كتاباتها التي تحكي فيها مع الله، وعن روح الإنسان والحياة المعاشة وقلوب الناس. كتاباتها سلسة جداً، فهي تحكي وتشرح وتعطي صوراً لكتاباتها بطريقة سهلة كثيراً وجميلة جداً، وتوصل الرسائل بأسلوب يظن من خلاله القارئ أنه هو من يقول الكلام الذي كتبته والدتي، ولكن الحقيقة أنه من يستطيع أن يقول كلامها هو فقط الشاعر الذي لديه هذا الإحساس المرهف الذي تملكه هي”.
لمشاهدة ألبوم الصور إضغطهنا.
