بقلم: يورونيوز
نشرت في
•آخر تحديث
رفعت بريطانيا العقوبات عن رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس حسن خطاب، وفق وكالة “رويترز”، في خطوة تلت قراراً مشابهاً صدر عن مجلس الأمن الدولي الخميس.
وصوتت 14 دولة عضو في المجلس لصالح رفع العقوبات ، بينما امتنعت الصين، في قرار يشمل إلغاء تجميد الأصول وحظر الأسلحة المفروض على الشخصيين. وتعد الخطوة “منسجمة مع الإجراءات التي دأبت الأمم المتحدة على تطبيقها عند سفر الشرع خارج سوريا بصفته رئيساً للبلاد”، وفق مراقبين.
الشرع: قرار مُهم وخطوة في الاتجاه الصحيح
وفي تعليقٍ على القرار، قال الشرع خلال مقابلة مع تلفزيون “الشرق” من البرازيل، حيث شارك في قمة المناخ COP30: “لأول مرة منذ فترة طويلة، يتوافق مجلس الأمن على مسألة واحدة — والحمد لله أن هذه المسألة تتعلق بسوريا”.
ووصف القرار بأنه “خطوة في الاتجاه الصحيح”، مشيراً إلى أن “من غير المعقول أن يكون رئيس دولة مصنف ولديه علاقات كثيرة مع كل هذه الدول المعنية”.
وأضاف: “سوريا استطاعت صنع توافق كبير بين دول من الصعب أن تتوافق على شيء، وهذا مؤشر إيجابي ربما يكون بداية لحل الكثير من المشاكل العالقة في العالم”.
وفي وقتٍ متزامن مع التصويت، أعلنت وزارة الخارجية السورية “تقديرها” للولايات المتحدة على دعمها سوريا وشعبها. وقال وزير الخارجية أسعد الشيباني في منشور على منصة إكس: “سوريا تعرب عن تقديرها للولايات المتحدة والدول الصديقة على دعمها سوريا وشعبها”.
إلغاء المكافأة الأمريكية عن الجولاني
وقبل أشهر من التحرك الأممي، وفي خطوة أولى نحو التطبيع، ألغت الولايات المتحدة في ديسمبر 2024 المكافأة المالية البالغة 10 ملايين دولار وذلك بعد سقوط نظام بشار الأسد. وكانت الجائزة معلنة منذ 2017 عبر برنامج “مكافآت من أجل العدالة”، مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال الشرع، حين كان يعرف باسم أبو محمد الجولاني، وقائداً لجبهة النصرة، الذراع السورية لتنظيم القاعدة في إدلب.
وكان الشرع مدرجاً على قائمة الإرهابيين العالميين منذ 2013، بعد أن أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية ضلوعه في عمليات أدت إلى مقتل مدنيين، وتوسيع عدد المقاتلين في الجبهة إلى آلاف خلال أشهر قليلة، وفق تقارير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط.
وفي يوليو 2025، شطبت واشنطن “هيئة تحرير الشام” — التي أنشأها الشرع عام 2016 بعد إعلانه تفكيك جبهة النصرة — من قائمة التنظيمات الإرهابية. الخطوة لم تُفسّر آنذاك إلا كـ”مناورة تكتيكية”، وفق ما ذكرت “نيويورك تايمز”. لكنها أصبحت اليوم جزءاً من عملية تطبيع دبلوماسي أوسع.
ترامب: رفع العقوبات بناءً على طلب تركيا وإسرائيل
من جهته، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريح من البيت الأبيض، أن قرار رفع العقوبات جاء “بناءً على طلب تركيا، وطلب إسرائيل في الواقع، وطلب عدد من الدول المختلفة”.
ووصف أحمد الشر ع بأنه “رجل قوي”، وأضاف: “رفعنا العقوبات عن سوريا لمنحها فرصة حقيقية، وأعتقد حتى الآن أنه يقوم بعمل جيد جداً”.
لقاء في الرياض ثم خطاب في نيويورك
بدأ التحول السياسي عملياً في أيار 2025، عندما التقى الشرع وترامب لأول مرة في الرياض، خلال جولة إقليمية للرئيس الأمريكي. ثم ألقى الشرع خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر 2025 — أول خطاب لرئيس سوري في المحفل الدولي منذ عقد.
في أيار 2025 أيضاً، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، في مؤتمر صحفي، أن واشنطن رفعت العقوبات عن سوريا ككل، “لمنحها فرصة حقيقية للسلام”، مشيرة إلى أن “الحكومة قد أحرزت تقدماً جيداً في هذا الصدد في ظل قيادتها الجديدة”
الزيارة المرتقبة
سيكون لقاء رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، الاثنين 10 نوفمبر 2025، أول لقاء رسمي بين رئيسين من البلدين منذ عقود.
لم يسبق لأي رئيس سوري أن دخل المكتب البيضاوي بصفة رسمية، والزيارة المرتقبة تُعدّ حدثًا تاريخياً لا مثيل له في العلاقات الثنائية — خاصةً أن الشرع، قبل عامٍ فقط، كان مدرجاً على قائمة الإرهابيين العالميين، ومطلوباً بعشرة ملايين دولار، وعرضة للاعتقال الفوري فور وصوله إلى الأراضي الأمريكية، وفق القانون الساري آنذاك.

