بقلم: يورونيوز
نشرت في
أفادت مصادر بالجيش السوداني لوكالة “أسوشيتد برس”، يوم السبت، بإسقاط طائرة مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع كانت تستهدف مناطق مأهولة في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان.
في المقابل، استمرت التقارير في توثيق انتهاكات واسعة النطاق ترتكبها الجماعة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد سيطرتها عليها.
وتأتي هذه التطورات في وقت أعربت فيه الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء تصاعد الأعمال العدائية وغياب مؤشرات التهدئة. فقد صرح مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، يوم الجمعة قائلًا: “لا توجد أي إشارات على تهدئة” للأوضاع في السودان، مشيرًا إلى أن “التطورات على الأرض تُظهر استعدادات واضحة لتصعيد الأعمال العدائية، بما ينذر بعواقب وخيمة على الشعب السوداني الذي يعاني منذ زمن طويل”.
الدعم السريع تستجيب للهدنة وواشنطن تضغط على البرهان
وفي سياق متصل، أعلنت قوات الدعم السريع استجابتها لمبادرة وقف إطلاق النار التي طرحتها “اللجنة الرباعية”، المكونة من الولايات المتحدة ومصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وتنص الخطة المقترحة على وقف إطلاق نار إنساني لمدة ثلاثة أشهر، يليه وقف دائم للنار، من المفترض أن يمهد الطريق نحو انتقال سياسي تدريجي نحو الحكم المدني.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مصادر أن الجيش السوداني رحب بالاقتراح، لكنه اشترط الموافقة على الهدنة فقط بعد انسحاب قوات “الدعم السريع” بالكامل من المناطق المدنية وتخليها عن أسلحتها.
كما ذكرت صحيفة “Sudan Tribune” يوم الخميس أن هناك محاولات أمريكية لحث قائد الجيش، الجنرال عبد الفتاح البرهان، على الموافقة على الهدنة مقابل رفع العقوبات ومنح فرص استثمارية في قطاع التعدين.
وكانت الأمم المتحدة قد اتهمت دولة الإمارات، العضو في الرباعي، بتزويد قوات “الدعم السريع” بالأسلحة، وهو ما نفته الإمارات بشدة.
انتقال العنف لكردفان والخرطوم
وتتصاعد حدة القتال على الأرض، حيث استهدفت قوات “الدعم السريع” أم درمان ضمن منطقة الخرطوم الكبرى ومدينة أتبارا شمال العاصمة، فيما أفادت مصادر عن اعتراض الجيش لهذه المقذوفات عبر أنظمة الدفاع الجوي.
وبعد سقوط الفاشر، تتزايد المخاوف من انتقال الصراع شرقًا نحو الخرطوم وإقليم كردفان الغني بالنفط، مما يهدد بفتح سيناريو تقسيم البلاد التي كانت يومًا الأكبر مساحة في العالم العربي قبل انفصال جنوب السودان عام 2011.
وتتفاقم الأزمة الإنسانية في معظم إقليم كردفان، حيث يحذر “التصنيف المتكامل للأمن الغذائي (IPC)” من تعرض مدينة دلنج لخطر المجاعة، بينما تواجه عاصمة جنوب كردفان، كادوقلي حالة طوارئ مماثلة.
وفي جنوب كردفان، أفاد مصدر طبي لوكالة “فرانس برس” بأن قوات “الدعم السريع” قصفت مستشفى في مدينة دلنج المحاصرة يوم الخميس، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة خمسة آخرين. كما أكدت نقابة الأطباء السودانيين أن الهجوم دمر أيضًا قسم الأشعة في المستشفى.
وتقع دلنج، المحاصرة منذ يونيو 2023، على بعد نحو 150 كيلومترًا جنوب غرب مدينة الأبيض الخاضعة لسيطرة الجيش، وتُعد مفترق طرق رئيسي يربط دارفور بالخرطوم.

