أثار رجل أميركي يُدعى ديفيد تايلور الجدل بعد خضوعه لعملية جراحية خطيرة تهدف إلى تغيير لون عينيه من البني إلى الأخضر، وهي إجراء تجميلي مثير للجدل لم يحصل بعد على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA).
العملية، التي تُعرف باسم BrightOcular، تعتمد على زرع قزحية اصطناعية مصنوعة من السيليكون الطبي داخل العين لتغيير لونها بشكل دائم، وتُجرى عادة في عيادات خارج الولايات المتحدة بسبب عدم اعتمادها رسمياً هناك، ورغم الحلم الذي راوده طويلاً بالحصول على “العيون الخضراء”، تحوّل حلم تايلور إلى تجربة مؤلمة وخطرة. فبعد العملية، بدأ يعاني من آلام حادة في العينين، وحساسية شديدة للضوء، وصداع متواصل، إلى جانب مشكلات في الرؤية بسبب الضغط المتزايد على العصب البصري. وأوضح طبيبه أن الزرعات «تجلس في مكان لا تنتمي إليه تشريحياً»، ما قد يؤدي إلى مضاعفات دائمة أو فقدان البصر في حال عدم التدخل.
تجربة تايلور كانت محوراً أساسياً في الفيلم الوثائقي الجديد «Caterpillar» للمخرجة ليزا ماندلوب، الذي يتناول الجانب النفسي والاجتماعي وراء هذه العمليات، ويسلط الضوء على الأشخاص الذين يسعون إلى تغيير ملامحهم سعياً وراء الشعور بالقبول والانتماء.
وخلال الوثائقي، يظهر تايلور وهو يواجه نتائج العملية بندم وقلق متزايد، بعد أن تجاهل تحذيرات الأطباء الذين أكدوا أنهم لن يخضعوا لمثل هذا الإجراء بأنفسهم نظراً لمخاطره العالية.
القصة أثارت نقاشاً واسعاً في الأوساط الطبية والإعلامية حول حدود الجمال الصناعي، وضرورة تنظيم عمليات التجميل الخطرة التي تُجرى خارج الرقابة الطبية، فيما دعا الأطباء إلى توعية الناس بأن تغيير لون العين جراحياً ليس آمناً وقد يؤدي إلى عواقب لا يمكن إصلاحها.
