في زمنٍ قلّ فيه التقدير وتراجعت فيه المساحات الودّية بين بعض الفنانين والإعلام، جاءت كلمات الممثلة المصرية حنان مطاوع لتعيد الدفء إلى تلك العلاقة التي كانت يومًا ما شراكة حقيقية في صناعة الجمال ونقل الضوء إلى الجمهور.
ففي لقاءها الأخير مع الإعلامية المصرية منى الشاذلي، ظهرت حنان ببساطتها المعهودة وصدقها الإنساني، لتوجّه رسالة محبة وامتنان إلى الصحافة والمصورين، مؤكدة أن ما وصلت إليه من نجاح لم يكن وليد الموهبة وحدها، بل نتيجة تعاون وتقدير متبادل بين الفنان والإعلامي.
قالت مطاوع بصدقٍ جميل: “أدين للصحافة بكثير مما وصلت إليه… بيكتبوا عني كلام كويس وينوروا الأعمال اللي أنا فيها، وهكذا برضو المصورين المحترمين.”
كلماتها البسيطة لامست قلوب المستمعين، لأنها خرجت من فنانة تؤمن بأن الشهرة لا تصنعها الكاميرات وحدها، بل تُبنى على الثقة، والاحترام، والاعتراف بفضل الآخرين.
حنان مطاوع لم تتحدث بصيغة المجاملة، بل بصيغة الوفاء. فهي تعرف أن وراء كل صورة جميلة مصوّر يلتقط اللحظة بحسّ فني، ووراء كل خبر منصف صحفي يكتب بضمير. وفي عالمٍ أصبح يلهث وراء الترند والجدل، كانت كلماتها بمثابة وقفة رصينة تذكّر بأن الجمال لا يحتاج إلى ضجيج كي يُرى، بل إلى صدق كي يُحسّ.
لقد أثبتت مطاوع في هذا اللقاء أن الرقيّ لا يُقاس بالأدوار التي تقدمها الممثلة على الشاشة، بل بالطريقة التي تتعامل بها خارجها. فالكلمة الطيبة، كما قالت، قد تترك أثرًا أعمق من أي أداء تمثيلي، لأنها تعكس جوهر الفنان الحقيقي بعيدًا عن الأضواء والأدوار المؤقتة.
كلمات حنان مطاوع كانت رسالة شكرٍ راقية لكل صحفي ومصوّر يعمل بإخلاص، ولكل من يختار أن ينشر الجمال بدل أن يفتّش عن الجدل، ومن خلال هذا الموقف الإنساني البسيط، قدّمت درسًا في التواضع والإحترام، وأعادت التأكيد على أن الفن لا يعيش دون الإعلام، كما أن الإعلام لا يزدهر دون فنٍ نبيلٍ يُلهمه.
مطاوع بطريقتها الهادئة وصراحتها لم تكتفِ بدور الممثلة الموهوبة، بل جسّدت في حديثها صورة الممثلة التي تُدرك أن الكلمة الطيبة والنية الصافية يمكن أن تبني جسورًا لا تهدمها السنوات.
