بقلم: يورونيوز
نشرت في
أصدر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، خلال جلسة طارئة اليوم الجمعة 14 تشرين الثاني/نوفمبر، قرارا بتشكيل بعثة لتقصي الحقائق بشأن الانتهاكات المرتكبة في مدينة الفاشر وتحديد المسؤولين عنها، في وقت أعلن فيه رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان التعبئة العامة ودعا السودانيين إلى حمل السلاح لمواجهة قوات الدعم السريع.
توثيق الانتهاكات وتحديد هوية المرتكبين
اعتمد المجلس القرار بالإجماع، رغم تحفظات عدة دول بينها السودان، على فقرات توسع نطاق التفويض. وبموجب القرار، ستتولى البعثة الجديدة توثيق جميع الانتهاكات التي شهدتها الفاشر خلال الأسابيع الماضية، وتحديد هوية المسؤولين عنها حيثما أمكن، تمهيدا لمحاسبتهم أمام العدالة.
وخلال الجلسة، انتقد المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك تقاعس المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن “بقع الدم التي تلطخ أرض الفاشر صُوّرت من الفضاء”، بينما تبقى “وصمة العار في سجل المجتمع الدولي أقل ظهورا، لكنها ليست أقل أثرا”.
وقال إن مكتبه جمع أكثر من 20 بيانا وتحذيرا خلال العام الماضي حول الفاشر وحدها، مؤكدا أن “الفظائع كانت متوقعة وقابلة للمنع… لكنها لم تُمنع”.
تحذيرات من خطر إبادة جماعية
وقدّرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن نحو 100 ألف شخص فروا من الفاشر خلال الأسبوعين الماضيين فقط.
وحذّر المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي والمستشار الأممي لمنع الإبادة الجماعية أداما دينغ من أن “خطر الإبادة الجماعية في السودان حقيقي ويتزايد كل يوم”.
وقالت مونا رشماوي من بعثة تقصي الحقائق إن “مئات النساء والفتيات” تعرضن للاغتصاب على طرق الهروب “ومن دون خوف من المحاسبة”.
اتهامات متبادلة داخل مجلس حقوق الإنسان
اتهم ممثل السودان في المجلس قوات الدعم السريع بأنها “ميليشيا وحشية تستوفي معايير الكيان الإرهابي”. لكن المندوب الإماراتي جمال المشرخ انتقد كلا الطرفين، متهما الجيش السوداني بـ”هجمات عشوائية” استهدفت أسواقا وقرى ومستشفيات.
ونص القرار أيضا على ضرورة وصول إنساني غير مقيد للسكان المحاصرين، والسماح بدخول مساعدات منقذة للحياة.
البرهان يعلن التعبئة العامة: “لا سلام مع هؤلاء”
من جهة أخرى، أعلن البرهان التعبئة العامة خلال زيارة لمحلية السريحة بولاية الجزيرة، مؤكدا أنه “لا سلام مع هؤلاء المجرمين” وأن الحرب “لن تنتهي إلا بنهاية المتمردين”. ورفض أي وساطة قبل أن “يتركوا السلاح بالكامل”، قائلا: “من يريد التوسط يجب أن يعلم أن لا كلام قبل أن يتخلوا عن السلاح”.
ودعا جميع السودانيين إلى المشاركة في “ختام المعركة”، مؤكدا أن “دماء السودانيين أمانة” وأنه “لن يُسمح للقتلة بأن يكون لهم مكان بيننا”.
وأشار إلى أن الحرب خلفت “خسائر مدمرة” طالت الجميع، لكنه اعتبر أن وحدة السودانيين وتمسكهم بوطنهم هما “السلاح الأقوى”.

