في عالمٍ لا تُقاس فيه الأدوار بعددها، بل بقدرتها على خلق عوالم موازية من الصدق والتجربة، يقف نادين نسيب نجيم وظافر العابدين بوصفهما من أبرز من جعل التمثيل مساحة للبحث عن الإنسان، لا مجرد وسيلة للظهور.
كلاهما بنى عبر مسيرته مسارًا خاصًا يقوم على الإحساس والعمق والالتزام، حتى أصبحت الشخصيات التي قدّماها انعكاسًا لتجارب حقيقية تُلامس المشاهد وتبقى في ذاكرته.
تعود نادين هذا العام بعد غيابها عن السباق الرمضاني الفائت، حاملة معها شغف التجدد وقدرتها اللافتة على التنقّل بسلاسة بين الأدوار والأنماط الدرامية، لتثبت مجددًا أنها ليست فقط وجهًا جميلًا على الشاشة، بل فنانة تعرف كيف تُجسّد المشاعر بصدق وتعبّر عن الإنسان في كل حالاته.
أما ظافر العابدين، فيعود هو الآخر إلى الساحة اللبنانية بعد فترة من الغياب، ليُعيد وصل حضوره الأنيق والرصين بالجمهور اللبناني، مؤكدًا قدرته على المزج بين الهدوء والقوة في أدائه، وعلى جعل الشخصية تنبض بالحياة من خلال تفاصيلها الصغيرة.
ومن هذا الإرث الفني الناضج، ينطلق اللقاء المنتظر بينهما في عمل لبناني جديد من إنتاج شركة الصباح إخوان وإخراج سامر برقاوي، والمقرر عرضه في رمضان 2026.
لقاء في الدراما يجمع بين منهجين مختلفين في الأداء، لكنه موحّد في الفكرة: أن التمثيل ليس تقليدًا للواقع، بل كشفٌ لجوهره.
يأتي ظافر العابدين من مدرسة تؤمن بالبناء الهادئ للشخصية، وبالقوة الصامتة التي تقول الكثير من خلال التفاصيل، يمتلك حضورًا متزنًا، يعبّر عن الفكر كما يعبّر عن الشعور، فيجعل من كل نظرة أو حركة مساحة للتأمل.
أما نادين نسيب نجيم، فتنتمي إلى ضفة أخرى من التعبير، ضفة تعتمد على الصدق التلقائي والعاطفة التي لا تُفتعل، تتعامل مع الكاميرا كأنها مرآة للروح، فتمنح الشخصية دفئًا وحياة، وتجعلها قريبة من المتلقي ببساطتها وصدقها.
ورغم أن تفاصيل العمل لم تُكشف بعد، إلا أن اجتماع هذين الاسمين تحت سقفٍ درامي واحد يَعِد بعملٍ يحمل توازناً فريدًا بين الأداء الذكي والعاطفة الصافية، وبين النضج الفني والجاذبية الإنسانية.
فوجودهما معًا على الشاشة يُقدّم النموذج المثالي لتوازن الجمال الخارجي والكاريزما الداخلية، حيث يمتلك كلٌّ منهما حضورًا آسِرًا وإطلالة متكاملة تجمع بين الأناقة، الطول، والانسجام البصري النادر.
إنه لقاء بين ممثلَين لا يبحثان عن البطولة، بل عن التجربة، ولا يكتفيان بسطح القصة، بل يغوصان في معناها، في ما تقوله وما تخفيه.
وهكذا، يُشكّل هذا التعاون المرتقب المرة الأولى التي يجتمع فيها ظافر العابدين ونادين نسيب نجيم في عملٍ واحد، في لقاء يُنتظر أن يترك بصمته الخاصة في مسيرة كلٍّ منهما، ويمنح الدراما العربية صفحة جديدة من التلاقي الإبداعي بين نجمين جمعتهما الموهبة قبل النص، والحضور قبل الكاميرا.
