يشكّل البنكرياس واحداً من أكثر الأعضاء حساسية في الجسم، إذ يحتل موقعاً خلف المعدة ويؤدي دورين حيويّين: إنتاج الإنزيمات الهضمية التي تفتّت الطعام، وإفراز الهرمونات الأساسية مثل الإنسولين والغلوكاجون لضبط مستوى السكر في الدم.
ومع أن حجمه صغير، إلا أنّ أي ضرر يصيبه قد يقود إلى تداعيات خطيرة تشمل الالتهاب والسكري، وفي حالات متقدمة السرطان.
وتوضح تقارير طبية أنّ عدداً من العادات اليومية قد يرهق البنكرياس ويعرّضه لمشكلات متراكمة، أبرزها:
1. التدخين
يُعدّ التدخين أحد أهم مسبّبات التهاب البنكرياس الحاد والمزمن، إذ تظهر أعراض الالتهاب الحاد فجأة مع ألم شديد وغثيان، فيما يتطور الالتهاب المزمن تدريجياً على مدى سنوات. وتشير الأبحاث إلى أنّ زيادة السجائر تزيد المخاطر، وأنّ الإقلاع يقلّلها تدريجياً حتى تقترب، بعد 15 عاماً، من مستوى غير المدخنين. وتُظهر الدراسات أن النيكوتين يسبّب ارتفاعات مفاجئة في الكالسيوم داخل خلايا البنكرياس، بينما تحمل مكونات الدخان مواداً مسرطنة تضرّ بالحمض النووي.
2. النظام الغذائي غير المتوازن
تلعب نوعية الطعام دوراً مباشراً في صحة البنكرياس، إذ تزيد الدهون المشبعة واللحوم المصنعة والكربوهيدرات المكررة من احتمال الإصابة بالمشكلات. كما تسهم الأنظمة الغذائية الغنية بالكوليسترول في تكوين حصوات المرارة، وهي أحد أبرز أسباب التهاب البنكرياس الحاد، إذ قد تسد القناة الصفراوية وتمنع خروج الإنزيمات، ما يؤدي إلى تراكمها داخل البنكرياس وإيذاء أنسجته.
وترتبط أيضاً الدهون الثلاثية المرتفعة بخطر سدّ الأوعية الدموية الدقيقة في البنكرياس، مما يقلّل وصول الأكسجين ويحرض إطلاق أحماض دهنية مهيّجة للأنسجة. أما الارتفاعات المتكررة في سكر الدم الناتجة عن الإفراط في الحلويات، فترهق البنكرياس وتقلّل مع الوقت من حساسية الإنسولين، وترتبط بزيادة احتمال الإصابة بسرطان البنكرياس.
3. السمنة
ترفع السمنة معدلات الإصابة بالتهاب البنكرياس الحاد والمزمن وبسرطان البنكرياس أيضاً. وقد تؤدي إلى تراكم الدهون داخل العضو وحوله، فيما يعرف بتدنّي البنكرياس الدهني، وهو وضع يستبدل الخلايا السليمة بالدهون ويضعف قدرته الوظيفية.
4. الخمول البدني
يسهم نقص الحركة في زيادة مقاومة الإنسولين، مما يجبر البنكرياس على إفراز مزيد منه بصورة مستمرة. وحين لا تُستخدم الطاقة عبر نشاط عضلي فعّال، يبقى البنكرياس تحت ضغط دائم، وهو ما يرفع احتمال الإصابة بالسكري وسرطان البنكرياس. في المقابل، يساهم النشاط البدني المنتظم في خفض هذه المخاطر عبر دعم المناعة وتحسين صحة الخلايا ورفع قدرة الجسم المضادة للأكسدة.
وتوصي الإرشادات الصحية بممارسة تمارين القوة مرتين أسبوعياً على الأقل، إلى جانب 150 دقيقة من النشاط البدني المتوسط أسبوعياً أو 75 دقيقة من التمارين القوية، لضمان بقاء البنكرياس ضمن أعلى مستويات الصحة والفعالية.
