بقلم: يورونيوز
نشرت في
•آخر تحديث
أعلن رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، الجمعة، أن الاتحاد لم يتسلم رسميا الخطة الأميركية لأوكرانيا التي يعتزم بحثها خلال قمة مجموعة العشرين في نهاية الأسبوع في جوهانسبورغ.
وقال كوستا خلال مؤتمر صحافي في جوهانسبورغ: “لم نتسلم أي خطة بصورة رسمية في الاتحاد الأوروبي”، فيما أوضحت فون دير لايين “أُعلن عن خطة من 28 نقطة، سنبحث الوضع مع القادة الأوروبيين ومع القادة هنا على هامش مجموعة العشرين”. وأضافت “سأتصل أيضا بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لبحث المسألة”.
بدوره، نصح الكرملين زيلينسكي بالتفاوض “الآن” بدلا من المخاطرة بخسارة المزيد من الأراضي.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمره الصحفي اليومي: “من الأفضل التفاوض، وأن يتم ذلك الآن لا لاحقا. إن هامش المناورة المتاح له (الرئيس زيلينسكي) يتضاءل مع خسارته الأراضي” بسبب الهجوم الروسي.
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن روسيا سترد على الخطة الأميركية للتسوية في أوكرانيا فور ورود معلومات رسمية.
وقالت زاخاروفا للصحفيين: “أعتقد أن التعليق على التسريبات المتناقضة بطبيعتها، والتي تتضمن أحيانًا معلومات متضاربة، مهمة شاقة. فعندما تتوفر معلومات رسمية، وعندما تنقل المواد عبر القنوات المناسبة، فنحن دائمًا منفتحون على التعاون معها”.
من جانبه، شدّد كبير المفاوضين الأوكرانيين ورئيس مجلس الأمن، رستم عمروف، على أن بلاده لن تقبل بأي اتفاق يتجاوز ”خطوطها الحمراء”. وقال في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن “أي قرارات لا يمكن أن تُتخذ خارج إطار سيادتنا وأمن شعبنا، أو بما يتعارض مع خطوطنا الحمراء، سواء الآن أو في المستقبل”.
في السياق، اعتبر وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، أن الخطة الأميركية تمثل مجموعة من القضايا التي تستدعي مناقشة عاجلة بين أوكرانيا وروسيا، مشيرًا إلى أنها ليست خطة نهائية، ومؤكدًا في الوقت نفسه دعم أوروبا لأوكرانيا وضرورة تمكّنها من مناقشة هذه القضايا من موقع قوة.
في المقابل، شدّد البيت الأبيض على أن الولايات المتحدة لن تشارك في المحادثات الرسمية لقمة مجموعة العشرين المزمع انعقادها في 22 و23 نوفمبر/تشرين الثاني في جوهانسبرغ، نافياً بذلك صحة تصريحات الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا التي أشار فيها إلى تغير موقف واشنطن ورغبتها بالمشاركة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، خلال إحاطة صحفية، إن حضور السفير الأمريكي في جنوب إفريقيا يقتصر على مراسم تسلّم الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين، ولن يشمل أي اجتماعات أو مفاوضات رسمية.
وأضافت: “رأيت الرئيس الجنوب إفريقي يتحدث قليلاً ضد الولايات المتحدة والرئيس الأميركي، وهذه اللغة ليست محل تقدير لدى الرئيس أو فريقه”.
ورغم أن السفارة الأمريكية في بريتوريا أبلغت بعدم مشاركة أي مسؤول أميركي في المحادثات الرسمية، صرّح رامافوزا سابقًا بأن الولايات المتحدة “غيّرت موقفها تجاه المشاركة إلى حد ما”، واعتبر ذلك “إشارة إيجابية”، مشددًا على أهمية حضور أكبر اقتصاد عالمي.
وفي رسالة صدرت نهاية الأسبوع، أكدت السفارة الأميركية أن أولويات مجموعة العشرين في جنوب إفريقيا “تتناقض مع المواقف السياسية للولايات المتحدة”.
يشار إلى أن صحيفة “فايننشال تايمز” كانت قد أفادت بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب قدّمت خطة سلام لأوكرانيا تشمل تنازلات واسعة لصالح روسيا، وتم إبلاغ الرئيس الأوكراني زيلينسكي رسميًا بها، وسط ضغوط أميركية لتجاوز كييف “الخطوط الحمراء” مثل الانسحاب من دونيتسك وتقليص الجيش ومنع الانضمام إلى الناتو. و
من بين بنود الخطة: ضمان سيادة أوكرانيا مع دعم أمريكي مباشر، الاعتراف بالسيطرة الروسية على بعض المناطق، إنشاء لجنة لتبادل الأسرى وإعادة المدنيين، وبدء وقف إطلاق النار فور الاتفاق، على أن يشرف ترامب شخصيًا على تنفيذها ويُفرض عقوبات على المخالفين.

